أَرى ذَلِكَ القُربَ صارَ ازوِرارا - أبو الطيب المتنبي

أَرى ذَلِكَ القُربَ صارَ ازوِرارا "
" وَصارَ طَويلُ السَلامِ اختِصارا

تَرَكتَني اليَومَ في خَجلَةٍ "
" أَموتُ مِرارًا وَأَحيا مِرارا

أُسارِقُكَ اللَحظَ مُستَحيِيًا "
" وَأَزجُرُ في الخَيلِ مُهري سِرارا

وَأَعلَمُ أَنّي إِذا ما اعتَذَرتُ "
" إِلَيكَ أَرادَ اعتِذاري اعتِذارا

وَلَكِن حَمى الشِعرَ إِلّا القَلي "
" لَ هَمٌّ حَمى النَومَ إِلّا غِرارا

كَفَرتُ مَكارِمَكَ الباهِرا "
" تِ إِن كانَ ذَلِكَ مِنّي اختِيارا

وَما أَنا أَسقَمتُ جِسمي بِهِ "
" وَما أَنا أَضرَمتُ في القَلبِ نارا

فَلا تُلزِمَنّي ذُنوبَ الزَمانِ "
" إِلَيَّ أَساءَ وَإِيّايَ ضارا

وَعِندي لَكَ الشُرُدُ السائِرا "
" تُ لا يَختَصِصنَ مِنَ الأَرضِ دارا

قَوافٍ إِذا سِرنَ عَن مِقوَلي "
" وَثَبنَ الجِبالَ وَخُضنَ البِحارا

وَلي فيكَ ما لَم يَقُل قائِلٌ "
" وَما لَم يَسِر قَمَرٌ حَيثُ سارا

فَلَو خُلِقَ الناسُ مِن دَهرِهِمْ "
" لَكانوا الظَلامَ وَكُنتَ النَهارا

أَشَدُّهُمُ في النَدى هِزَّةً "
" وَأَبدُهُمْ في عَدُوٍّ مُغارا

سَما بِكَ هَمِّيَ فَوقَ الهُمومِ "
" فَلَستُ أَعُدُّ يَسارًا يَسارا

وَمَن كُنتَ بَحرًا لَهُ يا عَلِي "
" يُ لَم يَقبَلِ الدُرَّ إِلّا كِبارا

© 2024 - موقع الشعر