عيناه كُفِّي الدمع - أحمد علي سليمان

نَامَتِ الأحزانُ في عَيْن الشاعر
لم يكن في مبتغاها من زَاجِر

واللظَى فوقي يُغطينِي عَابِثًا
يَا لكربي ، آه مِنْ سَيْفٍ بَاتِرِ

خَيَّمَتْ فَوْقي خُطُوبي ، يا للأسى
لَمْ تَرِدْ هذي المنايا فِي خَاطِرِي

إنَّهَا أقدارُ رَبِّي ، يا سَائلي
رُبَّ قلب من سنا البلوى عاطر

عَينُ كُفِّي الدَّمْعَ قد حانَ المنتهى
رُبَّ خدٍّ من أسى الشكوى صاعر

بَلَّلَتْ أَبْيَاتَ شِعري عَبْراتُها
بَاتَ يَبْكيها يَراعُ الشَّاعر

إنَّنِي حَصَّنْتُ أبياتي بالتُّقَى
أبتغي السُّلوانَ في عَيْن الحَائِرِ

إنَّهَا فِي الضِّيقِ نِبْراسٌ مشرق
يرشد الحيران في التيه السادر

وَهْيَ عَيْنِي بَعْدَ عَيْني ، يا صاحبي
تبصر الأضداد في الجيل الغابر

أكْتُبُ الأَبيات ، أُهديها مُقْلَتِي
سُطِّرَتْ بالدَّمْع يَسْرِي فِي نَاظِري

أَرقُبُ النورَ الذي وَلَّى مدبرًا
فإذا بي في دُجًىً عاتٍ غائر

والوَرى وَيْحَ الوَرى إذ لمْ يَرْحَموا
ربِّ فارحمْ ضَعْفَ مَحْزُونٍ ثَائِرِ

© 2024 - موقع الشعر