عيناه جرحك غائر - أحمد علي سليمان

عَيْنُ الفَتَى مُلتاعةٌ تَشْكُو الجَوى
والليلُ يعدو في يَواقيتِ النَّوى

والدَّمْعُ مَحْزُونٌ ، يُسَلِّي غُرْبَة
والقلبُ فِي آلام وجدي قَدْ غَوى

أَواهُ مِنْ فَرْط اللَّظَى في مِحْنَةٍ
هذا فؤادي مِنْ أَسَى الجُرحِ اكْتَوى

صَادَتْ حِبَالُ الوَهْمِ فِكْرِي ، والنُّهَى
أواهُ لِي ، والكربُ مِنْ دَمْعِي ارْتَوَى

عَادَيْتُ فِي اللهِ الوَرَى ، مَا رَاقَنِي
إلا الهُدى ، مَهْمَا تحَدَّاني الجَوَى

والوَيْلُ كُلُّ الوَيْل لي مِنْ صُحْبَةٍ
أرْدَتْ فتىً كم قد تناءى ، وانْزَوَى

حتى إذا مُزقْتُ واسَاني العَنَا
ورُمِيتُ في الويلاتِ ، والدربُ انْطَوَى

مَنْ كانَ تُشْجيهِ المَعَالِي دائمًا
بلْ كانَ يرجُو في بَلاوِيهِ الدَّوا

تُدْمِيهِ عَيْنٌ ، جُرْحُهَا لا يَنْتَهِي
والشِّعْرُ مِنْ نِيرانِ عَيْنَيَّ انْشَوَى

مِرآةُ بيتِي كُلَّمَا طالَعْتُها
خَارتْ عِظامِي والحَنَايَا والقوَى

أَبكي على وجْهٍ مَضَى إشراقُه
والجلدُ في أعلاهُ عَانَى ، والْتَوَى

والعَيْنُ غارتْ في مَهَاوِي حُفْرَةٍ
لولا المليكُ الحقُ أرداني الهَوَى

في وَجْنَتِي اليُسْرَى رزايا جَمَّةٌ
أدمتْ فؤادي ، كُنتُ للكَرْبِ الشِّوَا

لَلهُمَّ نَوِّرْ عَيْنَ عبدٍ مُؤمِنٍ
أنت الذي ناديتَ مُوسَى فِي طُوَى

نَاجَاكَ كُلُّ الأنبيَا فِي كَرْبِهم
أنت المُرَجَّى فيهِ يا رَبَّ القوى

© 2024 - موقع الشعر