عندما تعود - أحمد علي سليمان

تسألين فيم نوْح دمعتي؟
ثم تسألين عن كآبتي؟

عندما تعود شِرعة الهدى
عندها ترَين عطر فرحتي

سوف يشرق البهاءُ والسنا
ثم يزرعُ العبير بهجتي

سوف يصبح الأريجُ زادنا
سوف يمحق الرشادُ لوعتي

سوف يغمر النماءُ دارنا
لن تنال – بالسباب - سُمعتي

صدّقي سيُطفأ اللظى هنا
سوف يمحق الأمان حُرقتي

سوف يُشرق السلام بالدنا
أجملي وأحسني عزيزتي

إنما حياتنا تثاقلتْ
بل وزارتْ الهموم خيمتي

عندما تعاورتْ حتوفنا
عندما تغيّبتْ شريعتي

سوف يصرخ القراْنُ عابراً
عبرها يقول: أين حُرمتي؟

كيف ضاعتِ الحدودُ والعُرَى؟
كيف عاش جمعكم بشِقوة؟

أين بأسُ مَن مضوْا؟ تكلموا
كيف حُطمتْ رماحُ شرعتي؟

كيف بُددت معالم الضيا؟
كيف كُسرتْ شِفارُ حَربتي؟

كيف يأكل القطيعُ بي إذن؟
كيف أزهقتْ بذاك صحوتي؟

من مضى برونقي وما درى؟
صرت آية بذيل آية

قد وضعتُ فوق أرفف الثرى
زخرفتْ رحى المِداد صفحتي

أسقط القطيع ما حويته
بيع في المزاد جُل حكمتي

قد قرئتُ في القبور مكرهاً
أكثر الجميع من طباعتي

أهملوا هِداية أبنتها
واكتفى الأنام بالقراءة

قد جُعلت مغنماً لقوتهم
واكتفوْا بزخرف الكتابة

إنني أقول: يا عزيزتي
بعد صرخة القراْن فاقنتي

سوف يذهب النواح والأسى
عندما تودّع الدموعَ مقلتي

© 2024 - موقع الشعر