عندما أحب يا عمر - أحمد علي سليمان

أحِبُّكَ ، أنتَ حبيبُ القُلوبْ
فأنتَ لكل القُلوب حَبيبْ

وأنتَ النَّسِيم علي خاطري
تُرفرف مِثلَ الغَمَامِ الرَّطِيب

وحيناً تغني فتمحو الأسي
وشعري لوقع الغنا يستجيب

فَتبعَث في النفس أنغامَها
وتمنحُ روحي الأريجَ الطَّروب

وتمحو من القلب أحزانه
وتمسحُ رانَ هَوانِ الدروبْ

أحبُّكَ أنتَ الحبيب الذي
نزلت علنا ، فكنتَ الطبيب

تُداوي جراحاتِنا بالصَّفا
وتكلأنا بمَعين الأديب

تُعطرنا بضياء الوفا
فيَخضَرُّ روضُ الحياة الجَدِيب

تُطل علينا بأضحوكةٍ
كأنكَ فيما تؤدي أريب

أحبُّكَ أنتَ حياتي التي
يُغني صداها ، برغم الوَجِيب

فأنتَ انفعالي وتسبيحتي
وعند دعائي إليكَ أذوب

وأمْعِنُ فيك ، وكلي رجا
بحفظ المليك حبيبَ القلوب

يَميناً أري فيكَ أنشودتي
وشوقَ الحياة الظريفَ المَهِيب

وأنتَ حقيقٌ بما قلتهُ
ونفسي بما قد كتبتُ تَطِيب

أحبكَ أنتَ جَمالُ الصَّبا
وإلماحَةُ الشمس عند الغروب

وأنتَ الربيعُ بهذي الدنا
وأنت الغلامُ الزكي النَّجيب

وأنتَ عطاءُ الكريم لنا
دعونا الإله ، وكُنتَ النَّصِيب

وأنت علي البال إطلالة
عن العَين والقلب لَست تَغِيب

أحبُّكَ فاروقَ أسرتنا
وأنتَ الصغير النبيهُ اللبيب

تنام علي ساعدي وادعاً
ويبسم ثغرُكَ مثل الطُّيوب

وتضحكُ كالكروان شدا
وقد تشتكي ، فتطيلُ النحيب

وتعبث مستغنياً بالدُّمي
وتنظرُها نظرةَ المُستريب

أحبُّكَ يسمو بقلبي الهوي
ويَطرَب في ناظريَّ اللهِيب

أيا عُمَرَ الخير أنتَ السنا
وأنتَ الشبابُ ، وأنتَ المَشِيبْ

شبابي أراهُ عليكَ ارتمي
بمَهْدِ الحياة العَطِيرِ الرَّتِيب

وإنَّكَ بالله صِنو أبي
تبارَكَ ربِّي القَريبُ المُجيب!

(أحبُّكَ) صوتي بها صادحُ
بأقصي الشمال ، وأقصي الجنوب

أري فيك شِعري وتفعيلتي
فأنتَ مِن الروح – صدقاً – قريب

أبا حفصةٍ: أنتَ إشراقتي
ونورٌ أتي في الظلام العصيب

وصدقٌ تعطَّرَ منه المَدي
فبدّد غِشَ القطيعِ الكَذوب

أحبُّك حباً عظيم الفدا
ألا ، والمحبة هذي ضُروب

وأنت بما قلتُه عارفٌ
وأنتَ علي الحُبِّ هذا رقيب

ألستَ تَري الحب في رفقتي
وتفتقدُ الحب عند المَغِيب

عليكَ سَلاَمِي أيَا مُهجتي
ويا شاديَ الروحِ ، يا ذا الحَبِيب

© 2024 - موقع الشعر