رسالة إلى مدير مراهق - أحمد علي سليمان

أغرّك بَرْقٌ - مِن سنا الحُسن - خلبُ
فبت – مِن التنهيد – تنعي وتندبُ؟

وسربلك الإغراءُ يختال مائساً
ويرمي بلحظِ العين مَن كان يُعجب

وناولك القدّ الرشيقُ رصاصة
وإخراجُها – من قلبك الغِر - يصعُب

وأعياك عشقُ الغيد حتى بلوته
ولست بما يُشقيك يا صَب تغضب

فواحدة يُشجيك لينُ كلامها
ففي كل تعبير صدى اللفظ يُطرب

وتخضعُ بالقول المثير تغنجاً
يُفتت عزمَ القلب ، والروحَ يُلهب

وواحدة تُدْلي برأي وفكرةٍ
وأنت - لما قالت مطيعٌ - مهذب

وواحدة تُغري برمش ونظرةٍ
وأنت - بما أسدتْ إليك - تُرحب

وواحدة مكياجها يفتنُ الورى
ويسحَر مفتوناً له الحسنُ مأرب

وواحدة – بالعطر - تُودي بمن غوى
فليست عطورُ الغيد تُطوَى وتُحجب

وواحدة – بالعُرْي - تستلب الحِجا
ومِن عُرْيها عقلُ الضحية يذهب

وإن يستر القفاز كفيْ رقيعةٍ
وإن يستر الرجلين مِن بعدُ جَورب

ولكنها - عن سترها - قد تنازلت
ولمّا تعدْ - للصون والستر - تُنسب

وواحدة تخلو بها دون مَحْرم
وتزجرُ مَن يهجو خناها ، ويعتب

وواحدة تُغريك صفحة وجهها
وتدري الذي - بعد البشاشات - يُعقب

وواحدة تسبيك ضربة رجلها
لتنظر ما باتت تُحَلي وتُخضِب

ومُسفحة بالصدر ، لا دين أو حيا
وتأتي الذي سَجّلتُ بكرٌ وثيب

لها مشية يُبدي التغنجُ أخذها
لناظرها ، إن كان - في الدرب - يرقب

بنظرة عينيها تصيدك مُحبطاً
كأن بها برقٌ – تسلط – خلب

وواحدة تُلقي – لك - الطعم سائغاً
لتأكل ما شاءت ، أو شئت تشرب

وواحدة تُلقي الجدائلَ خلفها
يُثير الفتى – فيهن - شَعرٌ مخضب

وواحدة تُبدي القلائد ، قصدُها
صوابُ الذي يهوى يضيع ويُسلب

فما بين عقدٍ والأساور تزدهي
وفي الأذن قرط مُخْمليٌ مذهّب

وفي الشعر يحتلّ (البروشُ) مكانة
ليغتال مَن وُد المليحة يخطِب

وأنتَ بما يأتين راض وقانعٌ
وتحكي - عن الغيد - الحكايا وتُسهب

وتروي بطولاتٍ خبت ومقالباً
بنظم وتقطيع ، كأنك قطرب

ألا إنها في سِن بنتك ، فاعتبرْ
شباباً أرى هذي ، وأنت الأشَيّب

فأقصرْ عن العادات فاح عَوارُها
سُفولاً ، وإني - من فعالك - أعجب

تجاوزت حتى قيل أشرسُ فاجر
وأوغلت إيغالاً يُخيفُ ويُرعب

وجاهرت بالسوآى ، وأسرفت في الخنا
ومازلت - في تيه الكبائر - تضرب

هداديك ، إن الموت يأتي مباغتاً
وأنت - بإتيان المعاصي - تُرحّب

وعظتُ بأشعاري ، وبيّنتُ موقفي
وأنت تُعادي ما أرى وتعيّب

وليس يُعابُ المرءُ ينصحُ مخلصاً
ونصحي به وعظ أجلّ وأطيب

عساك بما صرّحتُ تُقلع تائباً
فتوبُ البرايا – للمليك – مُحبّب

© 2024 - موقع الشعر