على الله القبول! (تحية لخديجة المداح) - أحمد علي سليمان

لدين الله والتقوى اهتديتُ
وللإسلام مُخلِصة سعيتُ

وبالإيمان أعلنتُ اعتصامي
وللتوحيد والخير ارتقيت

وبالإحسان توّجْتُ اتباعي
وللشرع المُكرّم قد أويت

وأشهرتُ التمسّك بالمعالي
وبالقول المجرّد ما اكتفيت

ومنذ اليوم أدأبُ في السجايا
وثوبَ الجد والعمل ارتديت

وفاصلتُ الرذائلَ دون عَودٍ
كفاني ما فعلتُ وما جنيت

وقاطعتُ الفضائحَ دمّرتني
وذاتي - من براثنها - اشتريت

وزايلتُ القبائحَ حطمتني
وكم بجحيم فتنتها اصطليت

وخاصمتُ الفنونَ ومُدمنيها
وحسبي أنني فيها انشويت

وميّزتُ الأمورَ ، فلا التباسٌ
وفي مستقبلي الآتي قضيت

وفي (باريسَ) قد كان التزامي
وماضي الفن ها أنذا ازدريت

أتوبُ اليوم عن هزلي وقبحي
وصدقاً كم ندمتُ وكم بكيت

على التفريط جرّعني المآسي
وها أنذا لحالي قد رثيت

ودمعُ العين يغسلُ كل رجسي
وأخطاءً - بجهلي - قد أتيت

وعُرْياً فوق مسرح مَن تردّوْا
لأني - من ضميري - ما استحيت

ورقصاً كنتُ أبذله رخيصاً
لقوم مهّدوا حتى غويت

وفسقاً كنتُ أنشرُه ابتهاجاً
كأني ما استفقتُ ، وما دريت

وزيفاً كنتُ أحسِبُه سُمُواً
وأني - في الحقيقة - ما استميت

فإن الرقصَ والفنّ انحطاط
بُليتُ بدربه لمّا عصيت

وإني اليوم أحذره ، وأحيا
بدين الله إذ فيه ارتقيت

وبعدُ أحذر الدنيا بصوتٍ
جهوري ، به كَيْتٌ وكَيت

ولا أخفي الحقائقَ عن ضحايا
وليت الناس تفهمُ ما حكيت

وأنصحُ كل أهل الفن نصحاً
وأخبرُهم بأني ما اختفيت

وأن (خديجة المداح) تابتْ
وطعمة بيتها خبز وزيت

وأموالُ الفنون برئتُ منها
لأني تبتُ حقاً ، واهتديت

ألا فلتحذروا ضنك المَخازي
وقوماً منهمُ الدعرَ اسقيت

ألا فلتبرأوا ممن تدنى
وإني - للذي هدِفوا - وَعيت

ألا يا رب فاقبلْ مَن أنابتْ
فإني - مِن سَنا التقوى - ارتويت

فثبتني على ديني وشَرعي
وكَفرْ ما اجترحتُ وما اجتنيت

© 2024 - موقع الشعر