على الله القبول! (قال لي ما قيمة شعرك؟) - أحمد علي سليمان

لم أنشدِ الأشعار أرجو درهما
كلا ، فليس الشعر عندي مَغنما

إنْ لم أحقق - بالقصائد - شهرة
فلقد أبنتُ - بها - الهُدى والمَعلما

وطرحتُ تجربتي لكل مكلفٍ
حتى يُراجع ما حوت ، ويُترجما

وبذلتُ - في تحبير شعري - طاقتي
ليعيش بعدي - في الحياة - مُكَرّما

وينال إعجاب الحُداة ، ومَن شدا
ويكون - للقيم الأصيلة - مُعجما

ويُعطر الدنيا بأزكى همةٍ
ويُجَرّع المستهزئين العلقما

ويُشرِّف الأفذاذ عذبَ أريجة
ويَبيت - في ليل الدغاول - أنجما

إن لم أجمِّع – بالقصائد - ثروة
بل عشتُ مُحتاجاً فقيراً مُعْدما

فلأن ذا قدر المهيمن وحده
أنا لم أردْ - بالشعر يوماً - درهما

أنا لم أردْ مالاً - بذلٍ - لحظة
فالمال يُطمِع - في العزيز - اللؤَّما

إني - لربي - قد نقشتُ قصائدي
ولذا قريضي العذب فاخر ، واستمي

وعلى المليك قبولُ ما كتبتْ يدي
وصحيحُ ما هذا اللسانُ تكلما

إني نذرتُ يداً كتبتُ بها ، وما
كتبتْ ، وأقوالي ، ونفسي ، والفما

لله فاقبل يا إلهي ، واجزني
خيراً ، وجنبني السَفيهَ المُجرما

© 2024 - موقع الشعر