عقيم تتحدى العقم - أحمد علي سليمان

ذرفتُ دمعي - على الأطفال - مِدرارا
حتى جرى الدمعُ فوق الأرض أنهارا

أريدُ طفلاً ، تسُرّ القلبَ رؤيته
وبالهنا والتحايا يملأ الدارا

وكم بذلتُ كثيرَ المال راغبة
وزرتُ للطب أصقاعاً وأمصارا

وكم نظرتُ - إلى الأولاد - ذاهلة
أقضي بعيني - من التحنان - أوطارا

وكم تأمّلتُ - في الدنيا - مُحللة
حتى أقِرّ - بحمد الله - إقرارا

وكم عمدتُ - إلى التصبير - قانعة
ولم تعد قصتي - في الناس - أسرارا

وكم دعوتُ مليك الناس ضارعة
أن يصرفَ الله وَسواساً وأخطارا

وذِعتُ في القوم - مِن مَرثيتي - خبراً
وزادَه الناسُ – بالتدليس - أخبارا

وبعدُ أذعنتُ للمولى وحِكمته
ولم أعاندْ - بما أعلنتُ - أقدارا

وقلتُ آخذ مما نالني عِبراً
لعل في العُقم - بالتمحيص - إشعارا

ثم انطلقتُ - إلى الأمّات - في شغفٍ
أحُثهن ، أسوقُ الجُودَ إيثارا

أقولُ: مَرحى بأطفال أداعبُهم
وبالصَفا والهدايا أكرمُ الجارا

أزجي الحنانَ لهم في كأس مَكرُمةٍ
والحب يدفعُ أهوالاً وأخطارا

أكونُ أماً لهم خلتْ أمومَتها
مما يُشوّهها ، لم تحو أكدارا

أقدّم الخير ، لم أعدمْ جوازيهُ
وأتقي بالعطاء الخسْر والنارا

لعل طفلاً - بهذا البذل - يَذكرني
والبذلُ خيرٌ صُوىً يُعلي ، وتذكارا

أن يُثمرَ الجهدُ - في الأطفال - أجمعِهم
ليُصبحوا في سماء الكون أقمارا

وينفعوا الناسَ في قفر وفي حَضر
وينشروا دُرراً تهدي وأفكارا

بهم تحدّيتُ عُقماً ، كان يقهرني
وحَربُه كلفتْ مالاً وأسفارا

وما بخِلتُ - على التطبيب - ضِقتُ به
ذرعاً ، وخلّفَ داءاتٍ وأضرارا

وعند ربي احتسبتُ الأجرَ ، أحسبُني
أعزيْ قلباً مِن العُذال مُنهارا

© 2024 - موقع الشعر