عاملة ناصبة! (رسام غير مسلم) - أحمد علي سليمان

على جهده راح يرثى الضميرْ
ويبكي الفؤادُ لسوء المصيرْ

يخاطبُ فيه الضميرُ النُّهِيَ
يقول: أما لك عقلٌ بصير؟

أما لك فكرٌ تقيسُ به؟
أقول: أما لك قلبٌ خبير؟

ألست تُحس بما تدّعي؟
غلامٌ وصاحبةٌ للقدير؟

تعالى المليكُ ، فليس له
وليدٌ ولا زوجةٌ أو ظهير

ولا يُشبه اللهَ شيء ، وما
له - في المخاليق - قط نظير

وجلّ المسيحُ ، فليس ابنه
وليس إلهاً ، ولكنْ بشير

نبيئٌ يُبلغ عن ربه
وعبدٌ رسولٌ ، وبعدُ نذير

و(مريمُ) جلتْ عن وصفكم
وسُمعتها كالسراج المنير

وردّ الدعيّ: كذاك أبي
وجدي وقومي وجيلٌ كبير

فرد الضمير: ألا تستحي؟
جوابُك هذا ادعاءٌ خطير

لماذا تُصر على كُفرهم
ويُدخلك الكفرُ جوفَ السعير؟

نصحتك إما أردتَ الهُدى
دع الكفر ، واسمعْ عتاب الضمير

دعوتك لستُ أريد سوى
ثواب النصيحة يوم النُّشور

© 2024 - موقع الشعر