عالمُ عصره! (الدكتور عمر عبد الكافي) - أحمد علي سليمان

كُلُّ عِلم لهُ دُعاةٌ وساسَة
مَن غدَوْا - مِن بين الورى - حُرّاسَهْ

يبذلون - في نشره - كل جُهدٍ
ولهم فيمن يجتبيه فِراسة

والسعيدُ مَن عاش طالبَ عِلم
يصطفيهِ لكي يُزيل التباسه

وابنُ عبدِ الكافي لِمَا قُلُتُ أهلٌ
زادُهُ العلمُ والتقى والحماسة

أحسِبُ الفذ هكذا ، لا أزكّي
والفؤادُ يبثهُ إحساسه

نصفُ قرن مع العلوم احتساباً
والتلقي براعةٌ وكياسة

حارب الشيخُ الابتداعَ كثيراً
وتحدّى الغشاشة الدسّاسة

وانبرى للمستهزئين ، ولاحى
عن حِياض التقوى ، وأشهرَ باسه

لم يُداهنْ ، كما يُريدُ الطواغي
لم يُدَجّل فيما يُسمى سياسة

ليس هذا بالدين يأكلُ خبزاً
أو بنشر الإسلام يَشربُ كاسه

ليس هذا للمنصب الغضّ عبداً
بل يرى الفسقَ شاخصاً في النخاسة

عالمُ العصر كيف يرضى التدني؟
إن للتدليس المقيتُ أناسه

إن يكنْ صحوٌ للرشاد تبدّى
فأبو حفص قد غدا نبراسه

إن هذا (فاروق) أهل زماني
ومِن (ابن الخطاب) يُزجي اقتباسه

لم يَخُنّي التشبيهُ ، والرب حَسبي
تلك مني استعارةٌ حساسة

© 2024 - موقع الشعر