بكر أبو زيد عالم عصره - أحمد علي سليمان

طرقتَ - من الفقه - باباً جديدا
وجُبتَ به الساح - صدقاً - وحيدا

وبعدُ تفردتَ في كل فصل
وضاعفتَ - يا عبقريُّ - الجهودا

وسُقت الأدلة في كل أمر
وفندت - بعدَ البيان - الردودا

وذِعتَ الشواهد دون ارتياب
وكان المليكُ عليك الشهيدا

وحققتَ ما قلته من كلام
ونقحتَ زبدته والبنودا

ورتبته في اتساق عجيب
فجاء الكلامُ صحيحاً نضِيدا

وناظرت خصمك ، لم تألُ جهداً
وكان الجدالُ عتيّاً شديدا

فأدليتَ دلوك ، دون انفعال
وكم زدت ، إما أردت المزيدا

فواصلْ كفاحك َيا (بكر) دوماً
ومثلك ليس يحب القعودا

وأشهرْ يراعك سيف انتصار
يؤدّب بغياً عتياً عنيدا

وسددْ وقاربْ ، وجادلْ وأحسنْ
لتلقى اجتهادك علماً سديدا

وجاهدْ بعلمك من سفهونا
وكيف يُهين الرعاعُ الأسُودا؟

عَلمتُكَ أعطيتَ عهداً بهذا
ومثلك ليس يخون العهودا

© 2024 - موقع الشعر