ضمير ومواقف! (لا يضحى بالدين من أجل الغنى) - أحمد علي سليمان

تعس الفقرُ ، كم أذل نفوسا
وأذاق الصِّيدَ العذابَ كؤوسا

والشقيُّ من باع دينا بدنيا
وارتضى العيش بالمعاصي بئيسا

همه أن يحيا غنياً مُعافي
في ضلال يُردي النهى والرؤوسا

كيف يرضى بذي الحياة تقيُّ؟
إن دين الإسلام ليس طقوسا

إنه منهاجُ الحياة ، ويكفي
أنه يُهدي الصالحاتِ النفوسا

وجنانُ الرحمن صدقاً غوال
فلماذا تقلو القلوبُ النفيسا؟

عش فقيراً ، في ظل دين وتقوى
واجعل القرآن الكريم أنيساً

والضميرُ بالسلم أصفي وأنقى
ثروة ، بل عندي تفوق الفلوسا

إن ألمَّت به المواقف تترى
صاغ منها لبابها والدروسا

وأفاد الأنام منها ، وأعطى
كل حيٍّ من كل درس عروسا

فتمسكْ بالحق يا صاح دوماً
وتجنب - صاح - المصيرَ التعيسا

وتعهد ضميركَ الحي حتى
لا تراه من الرشاد يؤوسا

لا يضحّي بالدين إلا وضيعٌ
ثم يحيا مُحقّراً وخسيسا

فاتبعني ، واسمع نصيحة خل
كم أطال عند التقاة الجلوسا

شربَ العلم والتفقه دهراً
فاستطاع في ساحه أن يجوسا

© 2024 - موقع الشعر