يابايع الدنيا بالدين - أبو العتاهية

يا بائع الدين بالدنيا وباطلها
ترضى بدينك شيئاً ليس يسواهُ

حتى متى أنت في لهوٍ وفي لَعِبٍ
والموت نحوك يهوي فاغراً فاهُ

ما كلُّ ما يتمنى المرء يدركه
رُبّ امرئٍ حتفه فيما تمناهُ

والناس في رقدةٍ عما يُراد بهم
وللحوادث تحريكٌ وإنباهُ

أنصف هُدِيتَ إذا ما كنت منتصفاً
لا ترضَ للناس شيئاً لستَ ترضاهُ

يا رُبّ يوم أتت بُشراهُ مقبلةً
ثم استحالت بصوت النّعي بُشراهُ

لا تحقِرَنَّ من المعروف اصغرهُ
أحسِنْ فعاقبة الإحسان حُسناهُ

وكلّ أمرٍ له لا بد عاقبةٌ
وخيرُ أمرك ما احمدتَ عقباهُ

نلهو وللموت مُمسانا ومصبحنا
من لم يصبّحه وجه الموت مسّاهُ

ما أقرب الموت في الدنيا وبعدهُ
وما أمرّ جنى الدّنيا واحلاهُ

كم نافس المرء في شيء وكابر
فيه الناس ثم مضى عنه وخلاّهُ

بينا الشقيق على إلفٍ يُسَرّ به
إذا صار اغمضه يوماً وسجاهُ

يبكي عليه قليلاً ثم يُخرجه
فيكس الأرض منه ثم ينساهُ

وكلّ ذي أجلٍ يوماً سيبلغهُ
وكلّ ذي عملٍ يوماً سيلقاهُ

© 2024 - موقع الشعر