صرير الأفعوان - أحمد علي سليمان

صَدّقْ لكيلا تعترضْ
أنتَ الأذى ، لا تمتعضْ

حتى متى تسعى هنا
تأوي إلى أخزى عَرَض؟

يا أفعوان كفي أذى
يوماً سيقتلك المرض

اليوم تبسُم للهوى
وغداً يُعرقلك المَضَض

مِن غدرك الروحُ اشتكتْ
والقلبُ كابدَ ، وانقبض

والنفسُ آلمها اللظى
مِن فعل وَغدٍ ذي غرض

والله كاشفُ ما ادعي
ت ، ولن تكون المعترض

والحق منتصرٌ ، ولن
يحيا الأسيرَ الممتهض

وعن العيون أرى الأصي
ل لكل نوم قد نفض

أتراكَ ما أبصرت من
إشراقه؟ لا تنتفض

أما الخيانة فالدم
ار حليفها ، لا تعترض

ولسوف يذبحك النفا
قُ ، ولن ترى لكَ من عِوض

وبنفسك التقوى ظنن
تَ ، وللهداية تفترض

فالأمر ليس بمَظهر
ولِوا أخوتنا انتقض

إن الهُدى كلٌ ، فكي
ف لأمر ربك تبتعض؟

ماذا إذن ، والأفعوا
ن يريد مني ما فرض؟

أأذلّ نفسي ، والنهى
وأخوض فيما قد عرض؟

طمّ البلا ، والأفعوا
ن على تشردنا قبض

أنفقه في محن تصي
بك في الأنام على مضض

سقط القناع ، وحبلُ خل
تنا تهلهل وانقرض

وجوادُ فرقتنا على
ساح الخيانة قد ركض

نافقْ ، وأضلِلْ ، وانتحرْ
وأنا - على ديني - أعض

واللهُ يقضي بيننا
والأمرُ - يا غدار - فُض

© 2024 - موقع الشعر