شهيد حب

لـ أحمد علي سليمان، ، في الهجاء، 0

شهيد حب - أحمد علي سليمان

رُب حب أودى بروح حبيبِ
وعشيق يحيا بجرح اللهيبِ

وفؤادٍ في حبه يتلظى
وشعور أدماه لفحُ الخطوب

وأليفٍ يشتاق – للإلف - دوماً
ويُعاني من صد خل رتيب

كلهم يحيا - في السراب - ويشقى
يقتفي شيطان الهوى المستريب

وإذا مات الغِر عُد شهيداً
إيه يا ألفاظ الشهادة ذوبي

أشهيدٌ من كان – للزيف - يحيا؟
أشهيدٌ من كان بئر ذنوب؟

أشهيدٌ من عاش للفن عمراً؟
أشهيدٌ من كان أصل العيوب؟

إنما الاستشهاد أمسى رخيصاً
ليس هذا - من قومنا - بالغريب

والشهيد الحق الذي كان يحيا
في سنا الشرع المستنير الرطيب

إنه بالروح الكريمة ضحّى
لم يكن في استشهاده بالكذوب

في سبيل الله ارتضى بقضاه
لم يكن في استرجاع مجد سليب

إنه الصدق المستطابُ لقلب
ما به من حب الدنا من نصيب

إنما حب الله والشرع صدقاً
مخلص في حب القريب المجيب

صدقوني ، يا قوم ليس شهيداً
من تمادى في الغي غير لبيب

هل شهيد من عاش يعبد دنيا
ونراه لم يعتبرْ بمشيب؟

قابعٌ في الزيف المرير عجوزاً
لم يتب هذا المعتدي من قريب

سادرٌ في تيه الحياة وحيداً
وعليه سالت دموع الشعوب

حطموا زوراً ما له من مثيل
إنما الاستشهاد غير مَعيب

عيبُكم أنتم ، بل وليس سواكم
ليس فيكم يا قومنا من أديب

© 2024 - موقع الشعر