خلقَ فلا يعبد سواه - أحمد علي سليمان

الأرضُ ضجَّتْ بالذي يؤذيها
ولذا اشتكت لمليكها أهليها

الله خالق كل شيء وحده
ولذا استحق العز والتنزيها

وكذا استحق من الأنام عبادة
تستوعب الإفرادَ والتأليها

لا رب يعبد غيره سبحانه
وأرى الذي يرجو سواه سفيها

تعساً لعُبَّاد القبور جميعهم
ولسانُ كلٍّ قد غدا يُطريها

عُبَّادُ غير الله قد لفظوا الهُدى
وكأنما سننٌ أهواؤهم تُجريها

هل مستساغ شركهم وضلالهم؟
ودعاة فتنتهم تضخم فيها

أيُطاعُ غيرُ الله في تشريعه؟
هذا يشوِّه ديننا تشويها

أم أن قوماً ألهوا شركاءهم
فرأوا لديان الأنام شبيها؟

لا يغفر الرحمن شركاً مُخرجا
من ملة الإسلام إذ يُرْديها

فإذا المكلف تاب منه حقيقة
قبل المليك متابة يأتيها

والله يغفر كل شرك أصغر
وكبائراً أصحابها تُخفيها

وصغائراً أخرى تعاظم عدُّها
ومزالقاً أصحابها تُبديها

لكنْ بتوحيدٍ تجرد للذي
رزق النفوس هداية تهديها

توحيد رب خالق متفضل
وهبات رب الناس من يحصيها؟

ورأيتُ توحيد العبادة واجباً
والنفس تطمح للذي يعليها

ورأيتُ توحيد الصفات سبيلنا
حتى ننزه ربنا تنزيها

وإلهنا عن كل نقص قد سما
ولذا استحق من الورى التأليها

وعن المعايب قد سما ، وصفاته
لقد استمت عن كل ما يزريها

وخضوعُنا لله يعلي شأننا
لنبيت عن عز نفاخر تِيها

عز المهيمنُ ، بالهداية خصنا
وبه القلوب وعت لما يهديها

وإذا أصيب القوم في توحيدهم
واستمرأوا التضليلَ والتمويها

وتعبَّدوا شهواتهم وسُلومهم
ومطاعناً عاداتهم تحويها

واستعذبوا ما يرتئي كبراؤهم
ودجى تقاليدٍ تني أهليها

وبها استحلوا ما الشريعة حرَّمتْ
أو حرَّموا ما قد أحلتْ تيها

باؤوا بشركً أكبر مُستوجب
للخلدِ في نار يُعذب فيها

© 2024 - موقع الشعر