انصحْ وأجرك على الله! (عبد الرحيم السعيدي) - أحمد علي سليمان

عطرتَ يا (عبد الرحيم) الجيلا
والشعرُ نوّرَ – بالرشاد - عقولا

ونفحتنا بالشعر أجمل نفحةٍ
وحملتَ – وحدك – في الورى القِنديلا

حتى تلألأ – في الدروب - أريجُه
والشعرُ أندى لذة وقبولا

فتضمّختْ بشذاه كل قريحةٍ
تُهدي العفافَ ، وتحمل التبجيلا

وترَفعَ الديوانُ عن مدح الغثا
فغدا يُقرّعُ تُبّعاً وذيولا

وغدا يُعرّف كل نذل شأنه
وقصائدُ الديوان أرفع قِيلا

لم يدّخرْ نصحاً يُقوّي عزمة
إلا وينصحُ – بالثبات - الجيلا

عبدَ الرحيم عبيرُ شعركَ فائحٌ
وأراه يُترعُ أنفساً ومُيولا

قلتَ الذي لمّا يقله فطاحلٌ
إذ إنهم قد أتقنوا التخذيلا

شابوا على تطويع إرهاصاتهم
ولكل برذون علوْا تقبيلا

باعوا مشاعرهم بدنيا غيرهم
والشعرُ أمسى – في الصراع - قتِيلا

لكنّ هذا الليث طوّع شعره
للخير حتى لا يكون عميلا

عبدَ الرحيم حباك ربك عِزة
وجزاك عن شعر الإباء جميلا

فلأنت أصدقُ في الشعور تصوراً
من جوقةٍ تستعذب التطبيلا

حَياك ربك إذ نفحت جراحنا
وغدا قريضك بلسماً معسولا

© 2024 - موقع الشعر