إن جازت لأبي الطيب فأنها بها أولى - أحمد علي سليمان

إن جاز شيءٌ أملاه مَن سَبقوا
أولى به مثلي ، يا أباة ثقوا

والشعرُ للكل طعمة ورُؤىً
وكلنا - للكمال - نستبق

بضاعة الفرد - للجميع - مدىً
يختالُ في أفقه ، وينطلق

ويستطيبُ الظلال وارفة
مُستلهماً تبيينَ الألى سبقوا

أعاتبُ القومَ فيم تخطئتي؟
وفيم لوم عليّ يُختلق؟

وقومُنا في النكال ما رحموا
وبالذي كنتُ صغته شَرِقوا

واستخرجوا الأغلاط التي وهموا
كأنما يجتبيهمُ الخَرَق

وأيقنوا بالإدانة افتريتْ
والطيشُ يُعمي الأنامَ ، والنزَق

وشَهّروا بالبريء في ملأ
كأنما هم - على الهوى - اتفقوا

قالوا: ننال الفتى ، ونلمزه
يا ليته ينزوي ، ويحترق

فقلتُ: يا قومنا الكلامَ زِنوا
هل التجني عليه ينطبق؟

هذي الأغاليط بالهوى رُصدتْ
لم يهد علمٌ لها ، ولا حَذق

هلا رجعتم إلى مَن ارتجلوا
شعرَ الأعاريب الغضّ ، واعتنقوا؟

وابن الحسين الذي مناقبُه
يضيقُ عنها الفضاءُ والأفق

أراه بيني وبينكم حَكَماً
فكم له في القريض منطلق

طابت ضروراتُ شِعره ، وحَلتْ
وزانهن التناغمُ اللبق

واستقبلتْ أمتي القريضَ بلا
تنطع يُدّعى ويُمتشَق

ولم يعِبْ وزنه الألى فقهوا
ولم يُشَهِّر به الألى حَذقوا

ولم ينلْ منه أي منتقدٍ
يوماً ، ولم يستهجنه مُرتزق

حتى إذا صغتُ مثل صاحبنا
هجا قريضي الغفاة مَن حَنقوا

واستعذبوا التشويهَ الذي اتسعتْ
له قلوبٌ يؤزها الحَنق

والله بيني وبين مَن ظلموا
إذ إن قلبي يكادُ يختنق

© 2024 - موقع الشعر