شريط الذكريات! (تذكرت أمي) - أحمد علي سليمان

تسامرُني طيوفكِ في منامي
ودمعُ العين - يا أماه - دامي

ويحدُوني خيالك نصبَ عيني
وطيفكِ هلّ يجهرُ بالسلام

فأذكر - من حياتك - ما يُسلي
خواطرَ كم تتوقُ إلى الوئام

وتغمرني العواطفُ باكياتٍ
فأهرَعُ للتبتل والقيام

فأبصرُ ذكرياتِكِ شاخصاتٍ
ويُشرقُ طيفك الباهي أمامي

وتحضرُني المواقفُ كاللآلي
تُنيرُ الدربُ ، تنبضُ باحترامي

وأفتكرُ النصائحَ والوصايا
ويغلبني – إذا زغتُ - التزامي

أنا يا أمّ مبتئسٌ حزينٌ
أرجّع أمسياتِك في منامي

وأذكرُ كَم عطفتِ على اليتامى
بمسح رؤوسهم قبل الطعام

وأذكرُ كيف أكرمتِ الأيامى
وفاض الجُود عاماً بعد عام

وأذكرُ من طرائفكِ الخوالي
تزولُ بهنّ داعية السقام

وأذكرُ من نوادركِ الغوالي
وألغاز تزين سَنا الكلام

وأذكرُ حكمة بلغتْ مَداها
إليها الكل يؤذنُ باحتكام

وأذكرُ همة لم تألُ جهداً
أثمّنها بحبي واهتمامي

وأذكرُ ما تنوءُ به الرواسي
من النفحات في شهر الصيام

وأذكرُ ما يُشرّف كل حي
من العزم المُتوّج بالمرامي

وأذكرُ قلبَ والدةٍ رؤومٍ
سقاني الحبَ من بعد التسامي

وأذكرُ من خواطرك الحواني
بقايا نور صاحبة المَقام

فأدعو الله في سِر وجَهر
وبالرحمن مولاي اعتصامي

بأن يرعاك أخرى بعد دنيا
وأجعلُ دعوتي هذي خِتامي

© 2024 - موقع الشعر