شب عن الطوق! (صداقة المنفعة لا تدوم) - أحمد علي سليمان

ألا يا نذل عافتكَ القلوبُ
وسَمتك بات يَكشفه اللبيبُ

وليس الشهمُ يُنكر فضلَ شهم
ويُنكر فضلَ مَن بذلوا المَعِيب

أتنكر ما بذلتُ مِن العطايا
وتخترع الزيوف ، وتستريب؟

أطاب لقلبك البهتانُ مأوى؟
ويأمرك الغرورُ ، وتستجيب

تناسيتَ الجميلَ بدون حق
ألا هذا هو العجبُ العجيب

وتنشد - بيننا يوماً - سلاماً
وقد ناءت بكلكلها الحروب

ألا خابَ انتفاعُك والنوايا
وقد بعِدتْ بخلتنا الدروب

وعوْدتنا لمَا كُنا مُحالٌ
وريحُ الشر أزكاها الهبوب

وشمسُ لقائنا أغضتْ حياءً
وأطفأ نورَ طلعتِها الغروب

لقد نزفتْ علاقتنا دماءً
وكفكَ مِن إراقتها خضيب

مللتُ عتابكم واللومَ حتى
تطاولتم فما منكم مُنيب

وكم يجني العِتاب على كريم
فتعروهُ المثالبُ والعُيوب

وقد شب الفتى عن طوق لوم
وأمسى البُعد عن دربي يطيب

خدعتُ بما أبديتم من رشادً
قضاءُ الله ، والبلوى نصيب

فسُبحان الذي خلق البرايا
فذا نذلٌ ، وذا بطلٌ نجيب

© 2024 - موقع الشعر