سِهام! (عشقها عشقاً جنونيا) - أحمد علي سليمان

في ضفة الوادي انطوتْ أخبارُ
دُرستْ ، كما دُرسَ الطوى والدارُ

والدربُ قد بُلِيتْ معالمُ رَسمه
وعفتْ – برغم صمودها - الآثار

وتبعثرتْ – فوق الطلول - طيوفنا
وجْداً ، وعمّ الذكرياتِ بَوار

وترنحتْ – في الخافقين - شجوننا
والحب عز ، وشط بعدُ جوار

وسلي السواقي جفّ أعذبُ مائها
وبكتْ لفرط غِيابه الأنظار

وسلي الحقولَ رثت رحيلَ زروعها
والقفرُ هيمن ، ليس منه فِرار

وسلي شروقَ الشمس سربله الدجى
والدجوُ ساد ، ولم تعدْ أنوار

وسلي سرابَ غرامنا عبثتْ به
في غفلتينا يا (سُهى) الأوزار

وسلي بقايا حبنا ذهبتْ به
رغم التحدي والمُنى الأوطار

وسلي الندى – فوق المرابع والربا -
تزهو به الأصقاعُ والأشجار

وسلي الطيورَ ، فكم لحبك غرّدتْ
وشدتْ بعذب لحونها الأوتار

وسلي الديار نعتْ جوى أعيانها
ولقلما تنعي الكِرامَ - ديار

و(سهامُ) ماض لا يفارقُ خاطري
والعقلُ – في شأن الغرام – يَحار

والعشقُ يأسرُ قلبَ كل مُتيّم
ولعشق كل مُتيّم أخبار

فيبيتُ يذكر مَن سبتْ إحساسَه
وشعوره ، فله جوىً وجُؤار

و(سهامُ) أرسلتِ السهامَ مُصيبة
صَباً ، كوته – مِن الحبيبة - نار

يا صاح رفقاً ، واستمعْ لنصيحتي
حتى يصيبَ فؤادَك الإنذار

هوّنْ عليك ، وخلّ شأنَ عشيقةٍ
لمّا يَشُقها حُبك الجبار

هي لم تبادلك الهوى يا صاحبي
فاربأ بنفسكَ أن يُصيبَك عار

سيقولُ أهل الحب: بئس مُتيّماً
ضحكتْ عليه الخرّدُ الأبكار

ويقول قوم: ساذجٌ في عشقه
وطوى سذاجة عِشقه التيار

فاصمدْ ، ولا تكُ – في المحبة - وانياً
إن الذي تأتيه الاستهتار

وأنا بهذا النص أعذِرُ ناصحاً
فعسى يُفيدك يا أخي الإعذار

© 2024 - موقع الشعر