رموز وإشارات - أحمد علي سليمان

إن رمزي في حروفي منعطفْ
والجوى - في القلب - يكوي والأسفْ

ورداءُ النفس رمزٌ خائفٌ
وثيابُ الفكر تيهٌ مرتجف

ونزاعُ الروح أودى بالهوى
وحنانُ النفس عني منصرف

وعذاب القلب أدمى أضلعي
ونصيبُ الصدق في الدنيا العَجَف

ورماحُ الجُبن في القلب انزوتْ
وفؤادي في كروبي ينحسف

وخيالُ الوهم بالعقل مضى
واحتواني في مُلمّاتي الشغف

والرفاقُ الصِّيدُ خانوا رفقتي
وإذا بالصحب غالوْا في الوَكَف

ولذا فالرمز أمسى مركبي
ثم بات - اليومَ - لي الخل الأُلُف

قد مزجتُ الرمز في شعر العنا
فاستوى رأياً سديداً يأتلف

ثم أعطيتُ يراعي همّتي
فاستوى دُرّاً يُحليهِ الصدف

والأماني في فؤادي غضة
لم يعد بالقلب شيءٌ من أفف

وإشارات قريضي موئلي
من بحار الشعر كفّي تغترف

وحروفُ الشعر صحبي والحِمى
من معين الشعر قلبي يرتشف

أكتب الرمز ، أواري ثورتي
ثم لي من خلفه كل الهدف

ثم بات الرمز دأبي والردا
إنني بالرمز - دوماً - ألتحف

فلقد جرّبتُ صدقي والوفا
فوجدتُ الصدق يُودي بالحَنف

فاتخذتُ الرمز ستراً لازماً
فلقيتُ الرمز أنسِي والترف

أنسج الرمز خيالاً جامحاً
ولبيبُ الناس يدري المنعطف

وليَ الأشعارُ تُغضي خجلاً
وبذاك الفضل إني أعترف

كم ألان الله لي من فكرةٍ
من خلال الشعر أضحتْ تُستشف

ليس كل الناس تدري فكرتي
وسقيمُ الفهم دوماً يعتسف

© 2024 - موقع الشعر