رسالة أبوين إلى ولد عاق - أحمد علي سليمان

أردناكَ فرحاً يبيد الجوى
وإن لكل امرئ ما نوى

وقلنا: سيغدو شِفا سُقمنا
إذا عز يوماً - علينا - الدوا

وقلنا: سنسعد في قربه
إذا ما اكتوينا بنار النوى

وقلنا: سيُطفئ آلامنا
إذا ما حيينا ببيتٍ سَوا

وقلنا: سيُصبح نار العدا
وسعداً يزلزل وخز الجوى

فكنتَ العذاب ، وكنتَ الشقا
ترفقْ فمنك الوصال اكتوى

وكنتَ المَرار غزانا ضحىً
ومِن دمنا في المساء ارتوى

فأشمتّ فينا شِرار الورى
من الحاقدين ، وممن غوى

وكم ذا عتبنا لكي تستحي
وأنت تفضّل درب الهوى

تجوب الحياة بلا غايةٍ
وتحيا بلا مَعلم ، أو صُوى

حنانيكَ ، وارحم مشيباً جنى
شباباً - برغم الأنوف - انزوى

ويوماً ستُمسي أباً فاعتبرْ
لكيلا تقول: أبي قد ثوى

وسوف يُكال عليك بما
تكيل لنا اليوم كيلاً سَوا

وأمك - بالدمع - تبكي أسىً
لأن عقوقك هد القوى

فدع عنك منهج مَن أجرموا
فأنتَ البصيرُ بما قد حوى

وعانق لواء هُدى المصطفي
فنعم النبيّ ونعم اللوا

© 2024 - موقع الشعر