وطن عاق - مروان القصار

أترى .. هناك بلاد الشام
فتنة الزائر و بلاء المُقام

حين تراها ستغريك بجمالها
و ستقبض شفتيك حتى العظام

فلا تغويك بوردها و هوائها
و ثمرها و مائها فإنه أول الغرام

هي جنة الحلال و الحرام
سكن القهر و الحب و الآلام

إن رحلت عنها غلغلت فيك
تناديك دوما .. لن تترُك بسلام

ليس لها نهي عن الإشتياق
داعية للموت عشق أو سقام

هي غانية الأوطان تنكر أبنائها
فمن يهجرها يعيش بحالة فصام

لا ترغب بعاشق في أحضانها
و تلاحق المغتربين بشتى الأوهام

كيف الخلاص منها لا أعلم
فمهما كبرت لم تنل منها الفطام

لكنها طفلة الأرض و العاشقين
تسكن بقلوب الساكنين و الهاربين

نحو ذاكرة النسيان المزعوم
حيث الغربة و الموت حنين

ظناً أن الرجوع سيكون قريب
حين يكتمل قمر المهاجرين

و تمضي الجثث المتهالكة بحبها
نحو التلاشي دون يقين

نحو الأكفان غريبة الدين
يضمها تراب مع عجلة الدافنين

دون مشيعين أو حتى مشاهدين
هؤلاء هم عشاقها المساكين

تباً لوطن عاق بأبناءه
حباً نُقتل فيه و حباً نُقتل مسافرين

لن أرجع إليك سأموت غريبا
و سأنسى حبك فلا تلحين

و لن أتصالح معك .. أنها الكرامة
ليس بينها و بين الذل قرين

هل ينسى العصفور كسر جناحه
و هل ينسى الجسد جرحه اللعين

أيها الهاجر جنته مثلي
أقتل حبها .. أو مُت إلى حين

.. مروان
© 2024 - موقع الشعر