ذل الفن الهابط - أحمد علي سليمان

هو الفنُ يُزري بالرؤى والقرائح
وكم خصّ بالأرزاء أنقى الجوارح

تأملتُ في أهل الفنون بدقة
فألفيتُ أخباراً تشي بالفضائح

فهذا ابتلاه الله بالسقم نقمة
وهذي ابتلاها بالزنا والقبائح

وتلك ابتلاها الله بالفقر ماحقاً
ملايين جاءت من فنون فوادح

وذلك في أولاده وبناته
يرى شؤم فن مستريب مسافح

فلم يسلم الفنان من صعقة البَلا
برغم الهدايا والغنى والمدائح

يعيش معاناة ، ويشقى بعيشه
ويرجمه سيل الأذى والقوادح

لقد نال من جيل ، وحطم أمة
وهل جُرم أهل الفن ليس بواضح؟

فيا أيها الفنان تب ، أنت راحلٌ
إلى جَدَثٍ ، فاسمع نذير المناصح

نصحتك ، والله المهيمن غايتي
وبُحتُ بزلات الفنون الكوالح

ولم أدخر سراً شقيتُ بعلمه
وإن كنت خالفت بعض اللوائح

فهذا لأني أنشد الخير والهُدى
وإن سبيل الفن ليس بصالح

فأوله ذل ٌّ، وأوسطه شقا
وآخره خسرانُ كل المرابح

فإن يتب الفنان فالرب غافرٌ
ومن قال أن الله لمّا يسامح؟

سيَغفرُ ربي ما مضى من ذنوبه
وينْجيه من شر الخطوب البوالح

© 2024 - موقع الشعر