دموع الحزن ودموع الفرح - أحمد علي سليمان

يَا ابْنَ الحُسَيْنِ تَرى فؤاديَ حائرًا
بَيْنَ السُّرورِ وبِيْنَ كَرْبٍ يَصْفَعُ

هَلا عَذَرْتَ العَيْنَ مِما قد جَرَى
إني لعَبرَة مُقلتي أتقطعُ

فَلقَدْ فُجِعْتُ بِها ، ولمَّا أنسَها!
لم يحْلُ لي متنفسٌ أو مَضْجَع

لَكِنَّ رَحْمَةَ ربِّنَا مِنْ فوقها
تتداركُ المقهورَ أَوْ مَنْ يُفْجَع

والعَقْلُ فِي أصحاب (أحمد) ذاهلٌ
أمرٌ يُحَيِّرُ مَنْ له يَتَسَمَّع

عَيْنٌ تُرَدُّ بدعوةٍ ملتاعةٍ
أخرى تُكَفُ بدعوةٍ ، هَلْ يُسمَع

اللهُ يَمنَحُها ويَمنعُها الضيا
سبحانَ ربكَ ، أمرُهُ لا يُمْنَع

لَكنَّمَا أَصحابُ (أحمدَ) آمنوا
وتذرَّعُوا بالصبر، لمْ يَتَضَوَّعُوا

يَا ابْنَ الحُسَيْنِ قميصُ (يوسُفَ) آيةٌ
فِي وجْه كُلِّ مُعَرْبِدٍ يَتَمَيَّع

يَا إخْوَتِي: ألقُوا على وجه الحبي
ب قميصَنَا ، أفلم تَعُوا؟

يَا أَيُّهَا الصِّدِّيقُ ، قد كان الذي
أوحَى إليكَ اللهُ حَقًّاً يَصْدَع

وَرَأى بعَينِيْه الدنا (يعقوبُ) بَعْ
د بَياضِ عينٍ لمْ يَكُنْ يُتَوَقَّع

مِنْ غَيْرِ مَا عَمَلِيَّةٍ يا ابنَ الحُسي
ن ولا انتظار، فيه نفسي تصرع

وأَبُو شُجاعٍ مَاتَ ، فيمَ نحيبُكُم؟
عجبًا ، ويومًا بابَ قَبْرِكَ تَقْرَع

والكلُّ مَوْتَى ليسَ يَبْقى غيرُ وجْ
هِ اللهِ ربِّكَ ، هَلْ بِذلِكَ تَقْنَع؟

© 2024 - موقع الشعر