دمعة على الأطفال! (مرثية عراقية) - أحمد علي سليمان

ألا إنها دَمعة صادقة
تجودُ بها المرأة الوامقة

وتذرفُ في الكرب دمع الأسى
وتشكو مصيبتها الصاعقة

وراحت تصوغ أحاسيسها
قصيداً يُجَلي لنا الضائقة

تقول: ابتُلينا بشرّ الورى
وشرذمةٍ رثةٍ مارقة

أغارت علينا بلا رحمةٍ
وهل ترحم الطغمة الفاسقة؟

وهبّتْ زُرافاتها تعتدي
وتتبعُ لاحقة سابقة

ودكتْ مدافعها دارنا
وألقتْ قنابلها الحارقة

ودمرتِ الدار في لحظةٍ
فأمست بأشلائنا عالقة

وسالت دماءُ صغاري سُدىً
وأطلالُ داري بها غارقة

ومليون طفل قضوْا نحبَهم
جميعاً ، وفي سرعةٍ فائقة

ألا إنها خطة أحكمتْ
وجاءتْ بأسلحةٍ ماحقة

وحربٌ ضروسٌ على ديننا
ومما أقول أنا الواثقة

صليبية تستبيح الهدى
لذا اختارتِ الأنفس الحانقة

ونحن الضحايا وأطفالنا
وإني - ورب الورى - صادقة

© 2024 - موقع الشعر