دفاعُكِ عن نفسك - أحمد علي سليمان

كُفي عن الشكوى ، وعودي القهقرى
وتريثي في وصف نيّات الورى

أعطِيتِ فرصتكِ التي استكثرتُها
وأنا الذي ما كنت أعلم ما جرى

في فتنةٍ عصفتْ بقلبي والنهى
في معشر أضحى يلوكُ المُنكرا

أعطيتِهم فرصاً تُعضدها المُدى
أما أنا ، فلقد تجرّعتُ الثرى

لم تسبُري أغوارهم إذ أوقعوا
إن الذي حاكوه إفكٌ مفترى

فيكِ استطالوا جهرة ، وتخرّصوا
وكبيرُهم – فيما ادعاه – قد امترى

لمّا يُراعوا حُرمة في خوضهم
ومتى استبان الدربَ أصحاب الفِرى؟

وأنا ضحية مكرهم وخِداعهم
إذ لم أقابلْ طيباً أو خيّرا

نسبوا إليكِ مَخارفاً تُزري بنا
والعقلُ فيما لفقوا ما فكّرا

وأنا أتيتُكِ حائراً متحققاً
أرجو التماس الحق فيما دُبّرا

سحْرُ الكلام سبا جميع مداركي
فرأيتُني – في الناس – أجترّ المِرا

ورأيتُني – فيهم – ضحية كيدهم
والكيد – عن ثِقل الدسائس - أسفرا

والمسرحية فصّلتْ ألغازها
والمعتدي - عن ساق غدر - شمّرا

والكل أعرض عن نصيحة ثائر
أمسى – على هذي الضعيفة قيصرا

كال المطاعنَ – في الجدال - معرّضاً
بمواقفٍ سبقتْ ، ولتّ وكرّرا

وتكلف الألفاظ ، لم يكُ منصفاً
في مشهدٍ فيه اللهيبُ تسعّرا

لم يألُ جهداً في المعائب ساقها
حتى يحسّن – في السجال - المنظرا

والشامتون تفكّهوا واستهزأوا
وكبيرُ فتنتهم شدا وتندّرا

والعاذلون توقعوا أن يشهدوا
حرباً تُصارعُ مَن بغى وتهوّرا

وصَمَتِّ ، والأحرى بأن تتكلمي
كيلا ألاقيَ – في الصراع - مُبررا

حتى تردي شبهة فتكتْ بنا
وتُحطمي سيفاً مبيراً مُشهَرا

أنا ما عهدتكِ – في الشجار - غبية
خرقاء تجترّ الشتائم والمِرا

أوَما نظرتِ العينَ تقدحُ شرّها
كشواظ نار ، ما استساغ المِجْمرا

أوَما سمعتِ زئيرَ ليثٍ حارب
فمن استفز الليث حتى يزأرا؟

تعساً لمن - بالمكر - فرّق بيننا
وأراد تمزيق الأواصر والعُرَى

للهمّ دمّرهُ ، وأبطلْ سِحرهُ
كيلا يعاود كيده ، أو يسحرا

واثأر لنا منهُ ومن أعوانه
واجعله عِبرة من تطاول وافترى

© 2024 - موقع الشعر