خرائب الجاهلية - أحمد علي سليمان

لكَم شقِيتْ بمن فسقوا الديارُ
وعربدَ – في مرابعها - البَوارُ

وفي الحانات كم شُربتْ خمورٌ
وأم خبائثِ الدنيا العُقار

وكم غشِيَ الزنا – جهراً – قراها
وفيها للربا دُورٌ كِبار

وزاحمَها الغِناءُ بكل صُقع
مدائنها تغني والقِفار

وميْسرها تعدّى كل حدٍ
يُعضده التهتكُ والقِمار

وأزلامُ الكِفار طغتْ عليها
وأضرحة تُعظم أو تُزار

وأموالٌ بلا حق تؤدى
كأن الظلم – في الدار - الشعار

وتهدَر أو تضيعُ حقوقُ قوم
بأقيسةٍ تؤلفُ أو تعار

وأرواحٌ – على الأرض - استبيحتْ
دماءُ أباتها – صدقاً - غِزار

وأعراضٌ تهَتك دون وعي
وليس يزور خاطرَها الفِرار

وأبياتٌ تهَدّم فوق قوم
ولا بيتٌ يُقامُ ، ولا اعتذار

وشرعٌ عطلوه ، فلا تراهُ
يُحَكّم – في الورى – أو يُستشار

وكُرّم فاسقٌ يئد المعالي
وكأسُ الخمر – في يده - تدار

ويُعدَم مُؤمنٌ يهدي البرايا
لدين الله ، ذلكمُ المنار

ألا تعستْ حياة يحتويها
خرابٌ دُمّرتْ فيه الديار

© 2024 - موقع الشعر