الإعصار! البعثة النبوية إعصار اكتسح الجاهلية - أحمد علي سليمان

هطلتْ بأصقاع الدنا الأمطارُ
وانفكتِ الأغلالُ والأسحارُ

وانزاح كربٌ في القلوب وغمة
وتزلزل الضُلال والأشرار

ودهتْ مجوسَ الأرض أغبرُ عِلةٍ
وغدا - بأيدي الفاتحين - سُوار

والرومُ بعدُ ، فمستباحٌ عزها
والقيدُ زال ، وشُرّدَ الكفار

والشركُ غيلَ ، وسُربلتْ أوتادُه
ورأى الهوانً ، وذاقه الفجار

وتحطمتْ أصنامُ كل قبيلةٍ
(وسلومها) ، والوُثنُ ، والأحجار

وانهد – جبراً - بأسُ كل معربدٍ
وترنمتْ – لرحيله - الأطيار

وتبسمتْ أمُ القرى وجبالها
وتلألأت- من حولها - الأمصار

بُعثَ النبيُ ، فيا خليقة أبشري
وليهنأ الرئبالة الأخيار

جاءَ البشيرُ ، فحق أن تتعطري
وتُقلدي تاجَ الهُدى يا دار

والنورُ أشرق في الديار ، وعمّها
واجتاحَ - ما غصتْ به - الإعصار

وأعيدَ للدنيا التشامخ والضيا
والرشدُ عانق نورَه الأبرار

وبكل خسر باء أصحابُ الهوى
واستبشر الرهبانُ والأحبار

والعدلُ ساد ، ورفرفتْ راياتُه
والظلم بادَ ، وبادتِ الأوزار

والبيتُ عمّره التقاة تنسكاً
وتوافد العُبادُ والزوار

وستحكم الدنيا شريعة (أحمدٍ)
ولتخسأ الأصنامُ والأحجار

وعلت شريعة (أحمدٍ) كل الدنا
كالأرض تحيي مَيْتها الأمطار

وسينصر الجبار دين (محمدٍ)
فلتخسإ الحاناتُ والخمّار

والظالمون الحقُ أزهقَ ظلمهم
وضلالهم ، لم ينفع الإصرار

رب السما والأرض هازمُ جمعِهم
فهو العزيز الغالب الجبار

والأمر أمر الله ، لا صُدَفٌ ولا
شُبَهٌ هنالك ، إنها الأقدار

بعث النبيُ ، فيا خليقة فاخري
إن انتسابك للنبي فخار

والصحبُ راموا جنة يوم الجزا
مِن تحتها تتدفق الأنهار

يا ليت شعري كيف هم قهروا العدا؟
شهدتْ بذلك أنجدٌ وقِفار

ما بين قوم هاجروا برعيلهم
إذ أحدقتْ بقراهمُ الأخطار

وهناك قوم هاجروا وتجرّدوا
إن الألى آوَوْا همُ الأنصار

صلى المليك على النبي وآله
والصحبِ مَن خلف المؤيّد ساروا

وعقائلٍ أزواجِه خيرِ النسا
ما جنّ ليلٌ ، واعتلاه نهار

والتابعون سبيله ورشادَه
ما ضاء نجمٌ ، واحتواهُ مَدار

© 2024 - موقع الشعر