خابتْ وخسرت! (نقلت الأثاث وأهملت القرآن) - أحمد علي سليمان

أعماكِ عنه الذي أتيتِ من جُرُمِ
حتى استهنتِ بما للذكر من حُرُمِ

أعماكِ عنه من الدنيا زخارفها
حتى انشغلتِ عن القرآن بالرِّمم

أعماكِ عنه جلابيبٌ مزركشة
تُزري بما عندنا - والله - مِن قيم

أعماكِ عنه خِضابٌ تزدهين به
في كل كفٍ رسوماتٌ من الكَتم

أعماكِ عنه - من الأفلام - أقذرها
تلك التي روّجتها أخبث الأمم

أعماكِ عنه - من المطعوم - أطيبُه
إن الشراهة أعيتْ كل ذي نهم

أعماكِ عنه من المشروب أعذبُه
كم شربةٍ أغمضتْ عيونَ كل ظمي

أعمتكِ عنه نقودٌ كم شغفتِ بها
والمالُ يُوهنُ ما بالنفس مِن همم

أعمتْكِ عنه صديقاتٌ لهن هوىً
يقودُهن إلى الإفلاس والعدم

أعمتكِ عنه احتفالاتٌ لها طربٌ
وأغنياتٌ بها مِن أصخب النغم

أعمتكِ عنه (تويوتا) تحتفين بها
فقد مضى زمن الرواحل الرُسُم

أهنتِ - عمداً - كتابَ الله دون حيا
إهانة فوق حدّ الوصف والقلم

ولو عملتِ به لما جَرُأتِ على
ذنب يبوءُ ببذل الدمع والندم

لكنْ هجرتِ كتابَ الله صُبحَ مسا
حتى بُليتِ مِن الهجران بالنقم

وما اعتبرتِ لأن القلب في عمَه
والنفسُ تُوحلُ في الإفلاس والجُرُم

والجاهلية - في الأصقاع - مُطبقة
وأنتِ - فيها كمثل - الشاء والنعم

أكلٌ وشُربٌ ، ونومٌ عبرهُ رَفث
حَلا لمن أصبحوا كالمَعْز والغنم

أعوذ بالله مِن دنيا تُسربلكم
وتستبدّ بكم في كل مصطدم

© 2024 - موقع الشعر