حزنٌ وألم! (رثاء الحاجة سعاد علي عمر نصار) - أحمد علي سليمان

أرثيكِ مِن قلبي ومِن أعماقي
والدمعُ منسجمٌ مِن الأحداقِ

أبكيكِ أمّاً ما أجلّ عطاءها
يا عذبة الأوصافِ والأخلاق

ولديّ - مِن صدق المشاعر - ما يفي
بحقوق مَن لاذتْ بمُر فِراق

دمعي - على الخدين - مُلتاع الجوى
والحزنُ يَدمغ عاطرَ الأشواق

والقلبُ يُضنيه التفجعُ والأسى
قسراً بلا عطفٍ ولا إشفاق

روحي الفداءُ لجدّةٍ مكلومةٍ
غابت - عن الدنيا - فليس تلاقي

كم كنتُ آملُ أن يكون لنا لقا
في (مصر) يُذهب لهفة المُشتاق

يا جدتي عانيتُ مِن فرط النوى
في غربةٍ عمدتْ إلى استرقاقي

وأنا الذي عشتُ المُفدّى بينكم
مُستمتعاً بحنانكِ الرّقراق

ثم ابتليتُ بغربةٍ ما اخترتها
داراً ولا وطناً على الإطلاق

لكنه قدرٌ ، وما من مهرب
والأمرُ أمرُ الواحد الخلاق

خوفاً على ديني انطلقتُ مهاجراً
كالطير يعشقُ واسعَ الآفاق

والرزقُ عَز ، فقلتُ: ألتمسُ الغنى
في أرض ربى الواهب الرزاق

يا جدتي ، والموتُ فرّقَ بيننا
والدمعُ منحدرٌ على أوراقي

شعراً يُؤبّنُ مَن ثوتْ وتسربلتْ
بالموت وهْي كريمة الأعراق

والجرحُ عاتٍ ، والفجيعة مُرة
والحزنُ في الأحشاء والأعماق

يا ربّ صَبرْنا على شر القضا
تفنى الخلائقُ ، والمهيمن باقي

© 2024 - موقع الشعر