بـردة الحسن بن علي - رضي الله عنه - أحمد علي سليمان

بكَ شِعري لمَراقِيهِ استمى
واستوى نصاً وروحاً ودما

سيداً تختالُ في أفق الهُدى
(حسنٌ) أنت عن الحُسْن سما

يَشرُف الشعرُ بآل (المصطفى)
شرفاً يَعمُرُ آفاقَ السما

مَدْحُ آل البيت نُعمى تُبتغى
هي للمكروب أضحتْ بَلسما

شَرُفَ الشاعرُ إنْ أطراهمُ
شَرّفوا قِرطاسَه والقلما

تُشرقُ الأشعارُ عنهم نُظِمتْ
يُحتفى بالشعر عنهم نُظِما

آلُ بيت (المصطفى) أتباعه
كل مَن لله ربي أسلما

كل عبدٍ مؤمنٍ مستبصر
وبدين الله في الناس استمى

مِثلُ هذا الشعر يَستهدي به
مُستعيراَ سَمتَه والمَعْلما

ينطقُ الأشعارَ هذي أبكمُ
زاحمَ النطقُ – لديهِ - البَكَما

ويرى الأعمى يواقيتاً بها
إنها قد أذهبتْ عنه العمى

والأصم يجتبيها منصتاً
إذ أزالتْ بالسماع الصمما

بُردتي هذي ستطري (حَسَناً)
سيد السادات للآل انتمى

نسبة صحتْ لأرجى مرسل
بلغتْ في المَكْرُمات العِظما

ابنُ مَن؟ فالأم من؟ والأبُ من؟
إنه في الأصل فاق الشمما

جدّه في الناس مَن؟ يا قومنا
اسألوا تاريخكم والعُلما

وكذا جدته (الكبرى) فمن؟
هل سمِيٌ ضارعَ المحترما؟

(حسنٌ) فالحُسْنُ في سيمائه
فاقَ في الوصف الجميل النسما

فخِلالُ الخير قد سيقتْ له
ومن السوآى – وربي - سَلِما

من (قريش) خير قوم في الدنا
شبّ في أحلى البوادي بُرعما

و(عليٌ) والدٌ أخلاقه
عظمتْ جداً فأمسى عَلما

وكذاك الأم بنت المصطفى
وابنها أمسى أصيلاً هشِما

جاء للدنيا فتىً في (يثرب)
نصفَ شهر الصوم جلى إضما

ثم سمّاهُ بحرب والدٌ
كي يكون في العوادي ضيغما

والنبي غيرَ الإسمَ الذي
أعلموه ، حيث كان الحِكَما

(حَسَناً) سماه طابت خِيرة
فمِن الحُسْن استعار القيما

وتربى في بيوت المصطفى
يستقي أخلاقه والحِكَما

خصّهُ بالحب والعلم معاً
ولذا صار اللبيب الفهما

بالغاً في الفقه أسمى رُتبةٍ
إنه بالفقه بعدُ اتسما

حافظاً ما قد وعى عن جدّه
صحّ إسناداً أتى والكلِما

إن مِن هذا دعاءَ قانتٍ
كان في النقل خلوقاً حَشِما

لم يَزدْ حرفاً ، ولم يُنقصْ صُوي
إنه نصَ الحديث التزما

وكريماً عاش يُعطي الفقرا
يرحم المسكين ، يُقْري المُعدِما

باذلاً كف العطا محتسباً
راجياً بالطيبات الحَكَما

أربعٌ زوجاتُه وفق الهُدى
كُنّ والأولادَ ردئاً وحِمَى

عاش بين الناس عدلاً مُنصفاً
فأحبوا الشهمَ حباً تمما

ثم حلتْ فِتنة مسعورة
صدرتْ تلعابَها والضرما

قتل الأعدا (علياً) غِيلة
أمة الإسلام لاقتْ نِقما

رُفِعَ السيف فغاصتْ في الدما
حيث باتت للعِدا مُغتنما

ريحُها ولتْ ، وولى بأسُها
أين جمعٌ بالمليك اعتصما؟

وتُقاة القوم جاءوا (حَسَناً)
بايعوهُ كي يجوزوا الإزما

بايعوه ، فهْو أولى عندهم
يُرجع المجد ، ويُردي المجرما

بايعوه سيداً كي يُصلحوا
من بقايا أمرهم ما انقصما

بايعوه قائداً يبني لهم
من هديم صرحهم ما هُدِما

بايعوهُ من قريش حاكماً
يُعْلم الأعداء درساً مؤلما

كي يهابوا أمة تُزري بهم
كي يُذيق المعتدين العلقما

وأتى بالجيش فوراً (حَسَنٌ)
أجبُلاً جاءتْ تناغي القِمما

أرجُلُ الجُند على الأرض سعتْ
ورؤوس الجند تعلو النجُما

عزة بالدين والتقوى معاً
لم يكن جيشُ الهُدى مجترما

معظمُ الجند (عليٌ) قادَهم
وبهم دك الهُمامُ الأجما

واستقاموا إذ أطاعوا (حَسَناً)
بالدما يَفدونه إما احتمى

لو أراد الدم يجري أنهُراً
أو أراد المُلك يأتي مُرغما

فعل الإثنين لم يَخشَ العدا
ويكون الدم سيلاً عَرِما

لكن الشهم رآها فتنة
ولذا اختار الفِدا والسلما

تضحياتٌ تلك صانت أنفساً
عبرَ ليل سوف يغدو حُلكُما

(حسنُ) الإسلام قد صان الدما
يوم خلى الحُكْمَ والدمع همى

زاهداً فيهِ وفي أعبائه
تلك أخلاقُ الكِرام الحُكَما

© 2024 - موقع الشعر