جيل الشعير لا الشِعر! (صدق بلدوين) - أحمد علي سليمان

أشرِبوا في العيش الضلالَ المَحضا
فاستساغوا ما عاينوا مِن فوضى

واستهانوا بكل غال نفيس
ليس يسمو - بالعز - قومٌ مرضى

للشعير يَحْيَون أخزى حياةٍ
يُتقنون - نحو الشعير - الركضا

إن شعري لا يحتفي بقطيع
بعضُه عادى - في الحشيش - البعضا

إن يفته - من العليفة - قسط
شن حرباً حُسامُها الحُر يُنضى

أي علم يا (بلدوين) وشعرٍ؟
صاح صدّق: سوقُ المعالي انفضا

إن هذا الجيل ارتضى ثوبَ جهل
طرحتْه الأهواءُ والسخفُ أرضا

مستريحاً لِمَا رماه الأعادي
من ضياع ، يختالُ طولاً وعَرضا

راضياً بالتغريب يغشى قراهُ
والسفيهُ - بالأباطيل - يرضى

قانعاً - بالعيش الذليل - بديلاً
عن حياةٍ تؤوي الرشادَ المَحضا

مستكيناً - للموبقات - دهوراً
مثلُ هذا عليه بالشر يُقضى

ليت شعري ، أليس يُبصرُ درباً؟
هل يذوقُ هذا أماناً وغمضا؟

شعراءُ الأخلاق عانوْا كثيراً
ثم باتوا - لمَا يُعانون - جرضى

والألى باعوا شِعرَهم حَطمونا
حيث فاض القريضُ – بالهزل - فيضا

تاجروا في أشعارهم ، ثم ها هم
نهضوا للإفساد – بالشعر - نهضا

للمعالي لم يُنشِدوا أي بيتٍ
وكأن الإفلاسَ أضحى فرضا

والسجايا - في عالم الطهر - ولت
وبقايا التكريم غاضت غيضا

ينفخون - في الناس - قبحَ التدني
كيف غضّوا عن وازع الخير غضا؟

كنت أرجو منهم قريضاً شريفاً
في قلوب التقاة يبعث نبضا

يرفعُ الناس من حضيض المَخازي
كي يَعَضوا دوماً - على الحق - عضا

© 2024 - موقع الشعر