جوابٌ لا تعقيب بعده - أحمد علي سليمان

أراك الآن تحترمُ الجوابا
وقلبُك - للمناصحة - استجابا

وأفحمك الكلامُ ، فلم تعقبْ
وسيفك عاد يحتضنُ القِرابا

وألبسك الحوارُ ثيابَ خِزيٍ
وتلك - وربنا - شرٌ ثيابا

وألجمَك الحديث ، فلم تعاودْ
لأن لسانك اضطربَ اضطرابا

وأخرسك البيانُ لما احتواه
إذ اختصر المجادلة احتسابا

فهل رَشّتك بالدم بنتُ حوا
وكان الكيد - في اللقيا - جوابا؟

وهل ألفيتها خلقاً ضعيفاَ
سيخجلُ أن يُبارز مَن تغابى؟

وهل صارعت مَن طرحتك أرضاً
وكان الطرحُ عندك مُستطابا؟

وهل حاربت ، لم تعبأ بخصمٍ
لأن لديك شكاً وارتيابا؟

يَمينَ الله ذي حربٌ ضروسٌ
بها (درويش) قد لعِقَ الترابا

ونال مِن الإهانة شرّ قِسطٍ
على يد غادةٍ تُدعى زنابى

تظاهرَ - في الوقيعة - بالتأبّي
وأظهرَ الاحتمالَ والاعتصابا

وكال - لها - القريضَ بلا اكتراثٍ
كأشيبَ إن تغنج ، أو تصابى

وظن الشعرَ يحسمُ كل شيء
ولكنْ شعرُه – بالذل - آبا

وجرّعَه الهزيمة كالمنايا
إذ اغتُصبتْ بلاغته اغتصابا

وعاد الشعرُ - منتكساً - حزيناً
يسبُ الحربَ والغِيد الكِعابا

ويَدمعُ أن أصيب بغير ذنب
بسَمْرا طيّرتْ – منه - الصوابا

وليس العيبُ فيه بدون شكٍ
ولكنْ عيبُ مَن جلبَ العِقابا

سقته الغادة القهرَ انتقاماً
وقد رفعتْ - عن الكيد - النقابا

لتنصر - في النزال - بناتِ حوا
ولو حَزتْ قصيدتها الرّقابا

وهاجت مثل بحر فيه مَدٌ
لتمخرَ - عَبر لجّته - العُبابا

ولم تحفلْ بموج كالرواسي
وجابهتِ المخاطرَ والحَبابا

لتبرز قيمة النسوان فينا
خصوصاً مَن تقلدن الحِجابا

وتُظهرَ مِيزة الأبكار حتى
تُرَغبَ - في العطابيل - الشبابا

وتُبديَ ما يُحَسِّن ثيباتٍ
وعِشرتهن تستهوي الصحابا

وتجعلَ - من نساء - الحي وَرداً
يفوحُ - لدى الأنوف - شذىً مُذابا

تحِنّ له الرجالُ ، وتشتهيهِ
وكلٌّ يرتجي – منه - اقترابا

وتضعفُ همّة ، وتزولُ أخرى
وتعجبُ همة عَجباً عُجابا

وتفتر قوة ، وتزولُ أخرى
وتعتِبُ قوة أخرى عتابا

ألا إن النساء - لهن - بأسٌ
يُبادلُ - مَن يُصارعُه - الحِرابا

فمرحى بالعلاقة وفق شرع
يُجنِّب - مَن يُطبقه - العَذابا

فحبٌ - بعد رحلته - نكاحٌ
على الوحيين صحّ هُدىً ، وطابا

وليس - كالاستقامة - من سبيل
وإن جلب الدغاولَ والصِعابا

فزوَّجْ ربنا صِيدَ الأيامى
وضاعفَ - للحليلاتِ - الثوابا

ومتَّع كل صالحةٍ بعيش
إذا ما حَكّمتْ فيه الكِتابا

© 2024 - موقع الشعر