جحيم الأشجان - أحمد علي سليمان

تَرانِيمٌ تُنَاجِي في الكَرْب صَبْرِي
وأحزانٌ يُسليها ضوءُ فَجْرِي

وأوجاعٌ تُناغِي دمعَ الحَنايا
ومقتولٌ فؤادي فِي جَوْفِ صَدْري

وإنِّي لمْ أَذُقْ فَرْحًا مُنْذُ كَرْبي
وفيمَ الفرْحُ ، والدُّنيا ليسَ تُغْرِي

أُخَبِّي مِنْ جَمِيعِ الأقوام عَيْني
وأُدْمي كلَّ يوم أشواقَ عُمْرِي

وعَيْني في جَحِيم الأشجان تَبْكِي
وليسَ الأمرُ يا عيني كانَ أَمْرِي

قَضَاءُ اللهِ هذا فوقَ البَرايَا
رضا قلبي بكلِّ المقدورِ سِرِّي

وَلَمْ أجْزَعْ ، ولكنْ كَرْبي طوَاني
وغطَّاني الأسى لَيْلِي بَلْ وظُهْرِي

ولَوْ روجعتُ ، ما اخترتُ الوهمَ دَرْبًا
ولو خيّرتُ ، ما شَجَّ السَّيْفُ عَيْنِي

ولَكِنْ أَمْرُ ربِّي ، يا ربِّ فالْطُفْ
وربِّي قَدْ تَعَالَى عَنْ كُلِّ جَوْرِ

© 2024 - موقع الشعر