بريق الأشجان - أحمد علي سليمان

لقد آنَ أنْ تستبينَ الطريقْ
وتحيا تغربل كل صديقْ

حنانيكَ ، إنك ذو عزمة
فلا يَخطفنَّ خُطاك البريق

ولا يَسرقنّ صداكَ الأسى
فإنك - رغم المنايا - طليق

ومحِّصْ خليلك يا صاحبي
فإن كان أهلاً فنعم الرفيق

وإن خان دعْهُ لأمثاله
لئلا يطول عليك الطريق

ألستَ تريد بلوغ الذرى
وتأمل أن يستجيب الشقيق؟

فشمِّرْ ، ودعْ أمنياتِ الهوى
وكن واقعيّاً ، بعزم عميق

أفقْ ، فالسرابُ الخؤونُ انتهى
وإن انكسارك ليس يليق

فؤاد شجاع له همة
وروح - كما النحل - تحوى الرحيق

وعقل تربّع فيه المدى
وعِز الشهيد جري في العروق

وعزم رفيعٌ يحب الهُدى
ويأوي لركن الجهاد الوريق

وإن خان صحبُك ، كن ثابتاً
فهذي إذن فتنة كالحريق

فحاذرْ ، وكن صادقاً في الوفا
لقد آن يا صاح أن تستفيق

سرابٌ حياتُك ، كن واعياً
وأنت بحب الجِنان حقيق

وأحسنْ ، فإن الحياة انتهتْ
وأشفقْ ، فخيرُ الرجال الشفيق

ووحدْ إلهك ، واخشعْ له
وحافظ على كل عهدٍ وثيق

وشمسُ الحقيقة يوماً تُرى
ولن يمنع الغيمُ عنها الشروق

وصاحبْ وفياً ، وكن مخلصاً
جمالُ الحياة الخليلُ الصدوق

ودع عنك أهل النفاق ، ولا
تصاحب عميلاً يبيع الحقوق

وإن لم تجد صاحباً صادقاً
فلا تكُ في الهالكين الغريق

وعشْ واحداً بينَ كل الورى
فإن المرائين أشقى فريق

© 2024 - موقع الشعر