تماسيح الظلام - أحمد علي سليمان

في ظلام الجُبن باتوا مُشْرعينا
غاصبين الحق مسفوحاً طعينا

بالغوا في طعن قلبي ، لم يبالوا
قطعوا الأحشاء ، والسر الدفينا

لعبوا بالنار ، واجتروا المنايا
أغرقوا الربان - عمداً - والسفينا

شِيمة الغدار مِن خلفٍ يُداجي
قاتلَ الجبارُ هاتيكَ الدجونا

مزق الغدار شهماً لا يُحابي
يعلن الحق ، ولا يخشى المَنونا

ويذر النور في سمع البرايا
ويصون العِرض مِعواناً أمينا

لا يخون الصحب - كلا - صدقوني
زرع القرآنُ في فيه اليقينا

ينسج الشعر رطيباً ، والمعاني
إن في أشعاره حقاً مبينا

خانه الأصحابُ - جهراً - واستكانوا
ليت شعري هدموا الحصن الحصينا

ثم راح الموج يمشي في الدياجي
يسحق الأسْدان سُحقاً والعرينا

أيها التمساح ، خانتك الليالي
غرك الإمهال ، كنت المستكينا

والأماني بائداتٌ ، والبلايا
أتظن العمر كهفاً يحتوينا؟

سوف يمضي كل شيءٍ وانتقام
فارحم القلبَ ، ودع عنك الجنونا

والدجى ماض ، ولن تلقى ستاراً
ذاك عين الحق ، دع عنك الظنونا

والألى قد أيدوكَ اليوم ها هم
في رياء الخذل ذابوا نابحينا

وعذاب الخذل آذاكم جمي
عاً ، والنفاقُ المُر يجتاح الجبينا

أيها التمساح فابحث عن كلام
فيه تبريرُ الأذى ، كَفّ الرنينا

لا تلحّنْ ، ليس يخفي ما توارى
أمرُكم في الخلق ما عاد الكنينا

لا توار الزيف ، أنت الزيف حقاً
واتركِ الآن الدعاوى والأنينا

تصفع الحق الذي في القلب نور
هكذا الضُلال ، ردوا المرسلينا

أيها التمساح ، دع عنك الشكاوى
ليس فضلاً منكَ أن لا تشتكينا

وانس أياماً تمضّتْ في أساها
أنت أشمت الأعادي والفتونا

آه من تغرير هذا وانفعالى
لستُ ألقى في الورى الخل الرزينا

أيها التمساح ، فارقب ملتقانا
عند رب الناس مولانا المتينا

سوف يقضي بيننا بالحق ربٌ
دمِّر اللهم تمساحاً لعينا

© 2024 - موقع الشعر