تكاليف السعادة - أحمد علي سليمان

إن القلائل هم مَن دينَهم فقهوا
وليس حُكمٌ - على الأفذاذ - يشتبهُ

وكم يضحِّي أبٌ من أجل أسرته
ويستكين لبلواهُ ، ويَبتدِه

ويستجيبُ لما تُمليه مِحنته
حتى يقول الورى في عقله سَفه

ويستسيغ الأذي تُزجيه كُربته
حتى يقال: لقد أودى به البَله

ويستلذ بآلام تحَطمه
حتى يُغالبه - في عشقها - الشرَه

وليس يُشمت أعداءً تحيط به
وليس تُثنيه - عن طموحه - الشبَه

يهوي الحياة بلا ذل يشوّهها
لأن صاحبنا - في عيشه - نزه

لكنْ يضحّي لكي ترتاح عائلة
نيلتْ كرامتها ، والجو مُدَّله

فلا يُعرّضها لما يدمّرها
ولا يكون لها في الدار مُتجه

وقد أفاق من الأوهام تأسره
والفذ مَن - لدواعي الوهم - ينتبه

وفوَّض الأمر للرحمن محتسباً
شأن الذين كتابَ الله قد فقهوا

وللمليك التَجا في كل معضلةٍ
إذِ التقيُّ له بربه وَله

لا يدّعي قدرة على الألى فجروا
إلا برب علا ، وما له شبه

لصدق عزمتهِ يشكو الألي كذبوا
وما ادّعى الشيء بين الناس ليس له

© 2024 - موقع الشعر