تعس عبد الدينار - أحمد علي سليمان

قد كان يكفيكَ الفُتاتْ
مُنذ الولادةِ للمماتْ

أبَداً ، ولا تغدو هُنا
لِك في سراديب المَوات

كن مسلماً ، وإذا ظمئ
تَ شربتَ من مَاءِ الثبات

ولكَ الأماني زورقٌ
يجري ، ويُطربُهَ الفُرات

وتعيشُ للهَدْي الذي
هُوَ دِين ربُ الكائنات

لا تعبُد الدِّينارَ ، إنّ
بَرِيقه يُغري الشَّتات

وإن اتقيتَ فإن تق
وى اللهِ من خير الهِبات

وكذا اتِّبِاعُ الحَقِّ والفرقان
مِن خير الصفات

والموت أدهِيَ واعظٍ
إن كان تنفعُك العِظات

وامهد لنفسك ، واعتبرْ
إنْ في النهار ، أوِ البيات

حلّقْ بروحك في السَّما
يا صاح ، أضناكَ السُبات

وانشُد لِنفسك حقها
كم ثائر بَين الرُفات

إن الحقيقة أسفرتْ
ما عاد يُرعبها الشِمات

لا تنثُر الدُّر المُع
طر بالهُدى ، بين الموات

ما شئتَ من حق فلا
تسكت ، فما أشقى السكات

بالجد فاحيا دائماً
والقوم غرقى في النِكات

واصمت إذا نَزل القضا
كم عذَّبَ الناس الحَتَات

والحقْ بركْب الصالحي
ن ، وخفْ أراجيف الفوات

والموتُ يأتي بغتة
ولقد يُعرقِلُك الفِلاَت

أنَتَ الذكيّ العبقر
يّ ، فلاَ يَغُرنْكَ الهَفات

© 2024 - موقع الشعر