تبديدٌ متعنت! (استأمنه على ماله فبدده) - أحمد علي سليمان

يقول الناس أني اليومَ مِحجاجُ
ولي - من دقة البرهان - مِعراجُ

فضمّد ما تداعى من علاقتنا
فبئس علاقة تُردي ومِنهاج

بها ضاعت كراماتٌ وأحلامٌ
وآمالٌ وأولادٌ وأزواج

وفيك خُدِعتُ ، والرحمنُ مُطلعٌ
كما خُدعتْ من الخلان أفواج

أتلعبُ بي؟ أتطعن ودّ صحبتنا؟
وهل مثلي له رِقٌ وإحراج؟

أتهزأ بي - أمام الناس - دون حيا؟
وهل يأتيك - مما قلت - إبهاج؟

أتطعن عِرض مُعتز بشرعته؟
وهل تبقى - مع الإذلال - أوشاج؟

فحاسبْ نفسك العجلى ، وكنْ فطناً
وأنتَ - إلى حساب النفس - مُحتاج

فقد أشعلت نيراناً تُحَرّقنا
لها في البيت أشواظٌ وتأجاج؟

وكم بدّدت أموالاً شقيتُ بها
وأنت تقول: إني - اليوم - مِحجاج

ألا إني لفي شكٍ يُمزقني
ويخنقني - إذا فكرتُ - إنشاج

لماذا اخترتُ ذل العيش بينكمُ؟
ألمْ تكُ تفتحُ الأحضانَ (سوهاج)؟

أتمثيليةٌ هذي مُدبلجةٌ
لها نصٌّ وتمثيلٌ وإخراج؟

تعنتْ كيف شِئت ، فلن أعود لكم
فعطرُ فراقنا – واللهِ - مِئراج

© 2024 - موقع الشعر