تائبة! (تابت عن النشوز) - أحمد علي سليمان

أيها الغالي دهتني كروبي
واحتوتني - إي وربي - ذنوبي

والعناد نالني بالمآسي
فاحترقتُ في جحيم الخطوب

والنشوز هزَّ قلباً كسيراً
وسقاني من سعير الحروب

واللجاجُ هدَّ عزماً قوياً
والتجنّي خصني بالنحيب

أيها الغالي ترفّق بحالي
إن قلبي في خضم الوجيب

أنتَ أسمى من ظنوني ووهمي
قد برئتُ من حقير العيوب

أنتَ نفسي والحياة وأهلي
أنت ذاتي في الورى ، يا حبيبي

أنتَ روحي ، يا أليفاً تسامى
أنت فرحي إن دهتْني كروبي

فارحمِ القلبَ الذي ذاب وجداً
من بلاءاتٍ بدتْ في الدروب

أنت أدرى بالفؤاد المُعَنَّى
جُدْ بصفح عن نشوزي قريب

والتمس لي بعض عُذر ، وأحسنْ
وانسَ فوراً كل شكٍ مريب

تبتُ عن كل الذي كان منّى
واتجهتُ للمليك الحسيب

فادعُ لى ، واغفرْ وسامحْ وأحسنْ
واذكر النصح: استقيمي ، وتوبي

تبتُ فاشهدْ ، والمُهيمنُ حسبي
إن ربي عالمٌ بالغيوب

© 2024 - موقع الشعر