بعد اليوم بين بين! (خير الأمور الوسط) - أحمد علي سليمان

إن التوسّط - في الأمور - هناءُ
ويُضيرُنا الإفراط والغُلواءُ

والله ذمّ المسرفين مذمّة
يرتاعُ منها الصفوة الحكماء

وكذاك ربي ذمّ قوما قد غلوْا
في دينهم ، وتطاولوا وأساؤوا

هيَ أمةُ الإسلام أعدلُ أمةٍ
وَسَطٌ ، وإن أزرى بها الجُهلاء

وسَطٌ ، فلا إفراط يَدمغ سَمتها
كلا ، ففيه الضنكُ والبلواء

وسطٌ ، فلا تفريط يَدحضُ شأنها
كلا ، ففي تفريطها الأرزاء

من أجل ذلك لا تبالغ ، واعتدلْ
عدمُ اعتدالك خيبةٌ وشقاء

كنْ منصِفاً في الحكم تُصدرُه على
كل الأمور كما ترى وتشاء

كنْ بينَ بينَ لكي تعيش موفقاً
ويُحبك الأفذاذ والعقلاء

وتدبّرِ الأفكارَ ، أنت وليّها
كيلا يُصيبك - في الحياة - بلاء

أوَما ترى الغالين مَلّهمُ الورى
والكل يُجمِع أنهم سفهاء؟

يا صاح - بعد اليوم - كنْ مسترشداً
وادرسْ أصولاً خطها العلماء

واعقلْ ، ولا تكُ طائشاً متهوراً
إن التعقلَ فِطنةٌ وذكاء

واربأ بنفسك عن تملق طُغمةٍ
فتملقُ الأوْغادِ بئسَ الداء

© 2024 - موقع الشعر