بصقة تائب فاحتسبها - أحمد علي سليمان

المالُ في هذا الزمان بلاءُ
وكوارث فوق الورى وشقاءُ

نفخ الأراذل نفخة خداعة
إذ يفعلون بمالهم ما شاؤا

يتكبرون بنقدهم وعَقارهم
وهمُ بفقر قلوبهم قد باؤوا

وعلى الفقير تدور دائرة الردى
والصبرُ تُدْحَرُ عنده البأساء

فعلى الذي احتسب الجهودَ تجلدٌ
إن التجلد في الخطوب ضياء

ومواجهاتُ الأثرياء مريرة
وأمرّ منها المدحُ والإطراء

فجزاك ربي الخيرَ يا من خضتها
وعلى جبينك عِزة شَهباء

تسعى ، وتحمل عبء كل مُشردٍ
أو أسرةٍ ضاقت بها البيداء

بين الجوانح كربُ كل مضيّق
يشكو ، وفي قلب التقيّ رجاء

ويذوب من ألم ضميرُ مُعذب
ويسُرّ خاطرَه البئيسَ عطاء

والوجهُ أغرقه البصاقُ فلم يثرْ
كلا ، ولم تكُ غضبة رعناء

بل قال: إني قد قبلتُ ، فجُدْ لمن
يرجون منك لأنهم فقراء

قال: الذى ترجوهُ رهن إشارةٍ
واصفحْ ، وسامحْ ، إنني الخطاء

قال: اتفقنا ، والمَليكُ شهيدُنا
وجميعُ وعدِك يا أخَيّ وفاء

رباه فاقبلهُ ، وكثرْ مالهُ
أحببته ، وله عليّ دُعاء

© 2024 - موقع الشعر