وصية تائب - أحمد علي سليمان

يا سامعين ترانيمي ، ألا اعتبروا
إني أبوحُ بها ، والقلبُ منفطرُ

واللهَ أسالُ - مِن قلبي - سلامتكم
مما ابتليتُ به ، يا قوم فازدجروا

فأنصِتوا للذي أحكيه مُستحِياً
لقد يكون لكم - في قِصتي - عِبَر

صاحبت عِيراً وأوغاداً شقيتُ بهم
وكم يُكابدُ مَن أصحابُه غجر

فعلموني مِن الأخلاق سيئها
ودربُ أهل الهوى - والله - مُحتقر

مُخدرات سبتْ عقلي وعاطفتي
وكيف تُرجَى السجايا في الألى سَكِروا؟

وكم أتيتُ الخطايا طائعاً عَجِلاً
بلا اكتراثٍ إلى أن مَسّني الضرر

وكم تسليت بالغادات مُجترئاً
لأنني كنتُ – للعصيان - أنحدر

وكم تجاهلت خلاً كان ينصحُني
وهل تفيدُ أسيرَ الشهوة النذر؟

سلّمتُ نفسي - لخلاني - طواعية
فالقولُ قولهُمُ ، والأمرُ ما أمروا

فدمّروني بما خطوه من حِيَل
والله يعلمُ ما حاكوا وما مكروا

فضاع مستقبلي - بين الأنام - سُدىً
وكِدت - مِن ثقل الهموم - أنتحر

والله أنقذني بطيّب فطن
أتى يناصحُني حِيناً ، ويبتشر

أعني (أبا عمر) ، والكل يعرفه
وفي الحوالك قطعاً يُعرفُ القمر

حياه ربى وأجناداً له صُدُقاً
إني بهم - في مجال الخير - أفتخر

أتى (أبو عمر) ، والآلُ في أثر
فأرشدوني ، فنعم الوعظ والسمر

وأخبروني بأن الرشْدَ مَنقبة
وأننا بالتقى نسمو ، وننتصر

فبت أنشدُ - عند الله - مَكرُمة
ولا أعود إلى الصحب الألى فجروا

فيا (أبا عمر) هذي تحيتنا
كالمسكِ إمّا غدا - في الروض - ينتشر

وللرجال تحايا لا حدود لها
يَزِينها الوردُ والريْحانُ والزهر

عاش الرجال لدين الله كم بذلوا
وفي مواجهة الأخطار كم صبروا

عَزَّ الرجالُ سَمتْ بهم مرابعُهم
وكم - على راحة الجميع - قد سهروا

وكم تواضع أدناهم وأكبرُهم
لأنهم سادة أفاضلٌ غرر

فالبيضُ والسودُ في داري سواسية
عند الأماجد لا ذل ولا قتر

يا رب فانصرْ بهم ديناً نعيشُ له
فأنت حقاً على ما قلتُ مقتدر

وانفعْ بهم ، وأدمْ للخير قائدَهم
والخيرُ عندك يا رباه مدخر

وامننْ عليهم بتقوى منك عامرة
إنا لجودك يا رحمن نفتقر

© 2024 - موقع الشعر