بدوية تأبى السقوط - أحمد علي سليمان

لن تمس يا ذا الجبانُ عَفافي
مُستغلاً سُكنايَ بين الفيافي

لم أزلْ ثكلى أكتوي بشجوني
وبكائي بالمَدمع الذراف

لم أزل تهمي ذكرياتي التياعاً
أذكر الميْت عاطرَ الألفاف

بين سَحْري والنحر كان مُسجىً
راحلاً ، كالزور والأضياف

آخذاً قلبي والحشا والحنايا
عن تراض مني بلا إجحاف

كم تصدّى لمن رماني بحرفٍ
من حروف التحقير والإسفاف

كم تحدّى الأوباش مَن حاربوني
مُمْسكاً بالدروع ، والأسياف

ثم يأتي الجار الرذيل يُداجي
بالسلوك المستهجن المتجافي

أيها النذلُ ، إنني لستُ صَيداً
تجتنيه سهلاً بالاستظراف

لا تظن سقوط مثلي يسيراً
رغم قيد البلوى والاستضعاف

هل جرؤتَ يوماً على مثل هذا
في حياة مَن عاش يحمي عفافي؟

لم أخنه يوماً ، فكلي وفاءٌ
والوفاءُ يُرديه بعضُ انحراف

أيها الصِل عُد إلى الجحر ، واعلمْ
أن عِرضي ذو سُؤدَدٍ وطِراف

وازدردْ ما قد سُقته من فحيح
يا حقيرَ الأفعال والأوصاف

© 2024 - موقع الشعر