أنين الذكريات - أحمد علي سليمان

الحاضرُ اليومَ عن ماضيكَ يختلفُ
فالعز أين؟ وأين المجدُ والشرفُ؟

تغيُّرٌ لا أرى شيئاً يُبرّرُهُ
ومُنحنى سَقطاتٍ ما لها هدف

قيامُ ليلكَ أين اليوم نضرته؟
اليومَ يبكي عليهِ الحزنُ والأسف

لمَ انجرفتَ مع التيار مغتبطاً
حتى قلاكَ الهُدى والنُّورُ والصّحف؟

أين الليالي شذى القرآن يُتحفُها
والعمرُ مِن زُبَد القرآن يَغترف؟

أين (الظلال)؟ لماذا لا تُطالعه؟
أم أنكَ الآن عن هُداه تنحرف؟

ودعوةُ الناس هل ودّعت منهجها
حتى سمعتُك بالخُذلان تعترف؟

فعُدْ إلى الله ، واعملْ وفق شرعته
واندم كثيراً على ما كنت تقترف

وأخلص التوبَ ، إن الله مطلعٌ
ترَ الغموم إذا صدقتَ تنكشف

الذكرياتُ أنينٌ فاض مَدمعُه
لأنها بانحراف اليوم تلتحف

أملاكَ ربُّك ، والإملاءُ موعظة
لقد يردك عن أهوائك الحنف

أواه كم تقتلُ المغرور صولته
وكم يُحطم - مزهواً به – الصَلَف

والمُتقون خيارُ الخلق قاطبة
أما العُتاة فهُم بين الورى جِيَف

فكن تقياً هُدى القرآن مَوردُه
ولا تكن فاجراً يَعصي ويَعتسف

إن التقيَ جنانُ الخلد موعدُهُ
والنارُ موعدُ مَن عن الهُدى صدِفوا

© 2024 - موقع الشعر