استعلاء في دنيا الانكسار - أحمد علي سليمان

صدعتُ بحق ، فاستبدَّ العوازلُ
وفي الحق لا تلقى التقيَّ يُجامِلُ

أخاف سؤال الله يوم قيامةٍ
وأشفقْ أن أشقى ، وتطوَى الوسائل

أقول ، وإني في المقالة صادقٌ
رأيتُ الورى حولي طوتها الغوائل

فأقسمتُ أن أبقى وحيداً منافحاً
أذودُ ، وأزجي حجتي ، وأجادل

وأفحم بالعلم اليقينيِّ جوقة
تضل الورى ، فالحربُ حقٌ وباطل

فريقان لا لقيا تؤلفُ بينهم
ولكنها عند الجهاد الصياقل

سيوفٌ تلاقتْ في العقيدة وحدها
فهذي على حق ، وتلك الأسافل

وكلٌ إلى مولاه يعنو ويتقي
وكلٌ يُلاحي خصمه ويُخاتل

فناوأتهم من كل صُقع وموقفٍ
وجادلتهم ، إن الجدال لفاصل

وألقيتُ دلوي في بئار نزالهم
يقيناً رأوا ما لم تراه المَخايل

وكيف لأهل الفسق أن ينصروا الهُدى
وينصره صِدقاً تقاة أفاضل

علوتُ بحقي عن تردٍ يشينه
ولم أرتزقْ بالآي ، مهما تطاولوا

ومهما نأت عني ترانيمُ عيشتي
سأحيا شهيد الحق ، فالعيش زائل

قد انتكسوا قلباً وذاتاً وهمة
ولم تغرهم بين البرايا الفضائل

وغرتهُمُ الدنيا وكثرة جمعِهم
وأنصارُ دين الله قومٌ قلائل

© 2024 - موقع الشعر