استعلاءٌ في دنيا البهتان! - أحمد علي سليمان

يا سراجاً أردى غموم الطريقِ
يا وفيّاً وفي بعهدٍ وثيقِ

إنه الاستعلاءُ يرفع قوماً
عن حضيض البُهتان رغم الضيق

كم يذرّ الأناتِ كل عفيفٍ!
ويُقاسي في العيش كل شفيق

كم يلوكُ الويلاتِ كل تقي!
ويُعاني من عاديات الطريق

ويُقاسي في الجاهلية عبدٌ
قد رأى في القرآن خير صديق

هكذا الدنيا بالنقيضين عجّتْ
لتّها حالُ الناس لتّ السويق

جاهليٌ يحيا بكل انحلال
وعلى التقوى عاش كل صدوق

هازلاتٌ يبعْن دينا وتقوى
كل أنثى تهوى اصطحاب الرفيق

وتقيّاتٌ سَمتُهن التسامي
عن دنايا تجري دماً في العروق

أيها الخل المستبين طريقاً
شمسُه لاحتْ بعد عذب الشروق

ما يُردن الغاداتُ غيرَ التدني
ولهن في الأسر بعضُ بريق

قد جعلن الإسلام خلف ظهور
وجريْنَ خلف السراب العميق

لم تذق إحداهن طعمَ التزام
ولهذا ذاقتْ لهيب الحريق

جرّهن نحو الضياع رقيعٌ
بغناءٍ عذب الأداء رقيق

ورياضيٍّ بالفجور تحدى
باعتدادٍ يَسبي العيون رشيق

وكذا للفنان أخذٌ وجذبٌ
فحلا للساقطات طيفُ المُروق

فاندفعنَ نحو الهوان سبايا
وانحدرنَ إلى الضلال السحيق

وسخرنَ مِن الرشاد طويلاً
وفررنَ من الصلاح الوريق

والتمسنَ في التيه كل كمال
فانجررنَ إلى السقوط الأنيق

فاقمَعنْ شوقَ المفلساتِ ، وجاهدْ
واجعل الذكر العذب خير شقيق

واذبح الدينار الذي لا يساوي
ذرة ثكلى من هواء الشهيق

إن عبداً يعبدُ الهوى لذليلٌ!
بئس هذا من مستريب غريق!

© 2024 - موقع الشعر